السلام عليكم اني أريد اسئل عن ذو القرنين ماهي قصته ومن هو 2هل ان ذو القرنين هو الأمام علي عليه السلام لانه ورد عنه ع في الخطبه الافتخاريه انا ذو القرنين في الصحف الاولئ واذا كان هو الامام علي عليه السلام فكيف يكون ذلك
وعليكم السلام ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، جاء في كتاب،أعلام القرآن، للشيخ عبد الحسين الشبستري،ص(٣٦٩) وما بعدها:
(بطل من أبطال التأريخ، وعظيم من عظماء البشرية، اختلف المحقّقون والمؤرّخون في اسمه ونسبه والفترة الزمنية الّتي عاش فيها.
قيل: هو عيّاش، أو عبد الله بن الضحاك بن معبد، وقيل: هو أبو كرب شمر بن عمير بن افريقش الحميري، وقيل: هو صعب بن ذي مراثد بن الحارث الرائش الحميري، وقيل: هو لقب داريوش أو كورش أحد ملوك الدولة الهخامنشية بفارس.
وهناك من جعله لقبا للإسكندر بن فيلقوس أو فيليب الثاني بن مضريم بن هرمس بن هيدودس اليوناني، وكان وثنيّا يعبد الأصنام.
أمّا المذكور في القرآن الكريم ـ ونحن بصدده ـ كان عبداً مؤمناً صالحاً عادلاً فاضلاً، أحبّ الله فأحبّه، ونصح لله فنصح له.
جعله الله من أعظم ملوك الأرض، فملك ما بين المشرق والمغرب، ومكّنه الله في الأرض، وبسط يده عليها، وسخّر له السحاب، فحمله حيث يشاء، وبسط له النور، فكان الليل والنهار عليه سواء، ومنحه العلم والهيبة والحكمة والسداد.
كان منذ نعومة أظفاره يتّصف بالآداب الفاضلة والأخلاق الحسنة والعفّة والرزانة. كان في فتوحاته إذا مرّ بمدينة زأر فيها كما يزأر الأسد الغضبان، فتنبعث فيها ظلمات ورعد وبرق وصواعق تهلك من يقف في وجهه ويناوئه.
في أوائل أيّامه رأى في المنام أنّه قرب من الشمس وأخذ بقرينها، شرقها وغربها، فأخبر قومه برؤياه، فسمّوه بذي القرنين، ثم آمن بالله وأسلم له، ودعا قومه إلى ذلك فأطاعوه، ثم بنى لهم مسجدا ليتّخذوه معبدا يعبدون الله فيه.
وبعد أن منحه الله البسطة في الأرض زوّده بمزايا خاصة، فجعله يسمع كل صوت قريب أو بعيد، ويفقه كل شيء، وسخّر له النور والظلمة.
أخذ يجوب أقطار العالم داعيا الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده، فإن أطاعوه ولبّوا دعوته تركهم وشأنهم، وإن عصوه وخالفوه أغشاهم بالظلام، فكانت تظلم مدنهم وقلاعهم وبيوتهم وتغشى أبصارهم، ويستمرون على تلك الحالة حتى يؤمنوا.
عاش بعد عصر نبيّ الله نوح (عليهالسلام)، وعاصر إبراهيم الخليل (عليهالسلام)، فاستقبله الخليل (عليهالسلام) وصافحه، فكانا أوّل متصافحين على سطح الأرض، وقيل: كان موجودا قبل الخليل (عليهالسلام)، ويقال: إنه صحب الخضر (عليهالسلام).
في أيام ابتلي الناس بقومي يأجوج ومأجوج ـ الّذين اتصفوا بصفات خاصّة تفردهم عن سائر الناس، وكانوا يفسدون في الأرض ويبيدون كل شيء لهمجيتهم وخباثة فطرتهم ـ استغاث الناس به واستنصروه ليخلّصهم منهم، فاستجاب لهم، وأمر ببناء سدّ ضخم أمام جحافلهم وحشودهم، فحبسهم في بلادهم، ومنعهم من الزحف والنفوذ إلى سائر الأقطار والأمصار، فتخلّص الناس من شرورهم.
اختلف المؤرخون في مكان السد، فقيل: كان وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط، وقيل: كان وراء دربند وخزر من ناحية بلاد أرمينية وآذربيجان، وقيل: كان في جبال القوقاز.
ذكرت أسباب لتسميته بذي القرنين منها:
بلوغه غرب الأرض وشرقها.
بلوغه قرني الشمس، مغربها ومشرقها.
كان على رأسه ما يشبه القرنين.
كان يلبس تاجا له قرنان.
طاف قرني الدنيا، شرقها وغربها.
دعا قومه إلى الله فضربوه على قرن رأسه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك، فضربوه على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام أخرى، ثمّ بعثه الله إليهم، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها، فسمّي بذي القرنين.
وهناك أسباب أخرى لتسميته بذي القرنين تركتها للاختصار.
عمّر ٥٠٠ عام، وكان له خليل من الملائكة يدعى رفائيل، فكان ينزل إليه ويحدّثه ويناجيه.
أما الإسكندر اليوناني الّذي كان يعرف بذي القرنين أيضا، فإنّه لمّا مات أبوه فيلقوس تمكّن من أن يجمع الروم في مملكة واحدة بعد أن كانوا طوائف متفرقة، وحشّد جيشا عرمرما ضخما توجّه به نحو بلاد المغرب وأخضعها لحكومته، ثم واصل زحفه حتى وصل البحر الأخضر، ومنه توجه إلى بلاد الشام وافتتحها، وأخضع لحكمه ملوك بني إسرائيل، ثم غزا بلاد ما بين النهرين ـ العراق ـ واحتلّها، ثمّ استولى على بلاد فارس وقتل ملكها ـ دارا ـ ثمّ واصل زحفه نحو الهند والصين، وأخضعهما لحكومته.
وبعد تلك الفتوحات عاد إلى العراق عن طريق خراسان، فلمّا وصل إلى مدينة شهر زور مرض بها لمدة قصيرة، ثم هلك بها سنة ٣٢٣ قبل ميلاد المسيح (عليهالسلام)، وكان عمره يومئذ، ٣٦ سنة، وقيل: لم يبلغ ٣٣ سنة، وقيل: توفّي ببيت المقدس، ونقل رفاته إلى الإسكندرية فدفن فيها.
وهناك أقوال أخر تدور حول شخصية ذي القرنين تركتها لعدم الإطالة.
أما بخصوص سؤالك الثاني، انّ خطبة البيان والخطبة التطنجية وخطبة الافتخار والخطبة الكوثرية لا أساس لها لدى أكثر علمائنا الأعلام، ولكن توجيه الكلام على هذا الربط هو روايات مروية عن الإمام علي (عليه السلام) نفسه، ومنها ما جاء في بعض المصادر أنه سُئل عن ذي القرنين، أنبياً كان أم ملكاً؟ فقال (عليه السلام): "لم يكن نبياً ولا ملكاً، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضة، ولكن كان عبداً أحب الله فأحبه الله ونصح الله فنصحه الله، وإنما سمي ذا القرنين لأنه دعاً قومه إلى الله عز وجل فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينًا ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر، وفيكم مثله".(علل الشرائع، للشيخ الصدوق، ج١، ص٤٠]
يُفهم من هذه الرواية أن الإمام علي (عليه السلام) لم يقل صراحة إنه هو ذو القرنين نفسه، بل قال: "وفيكم مثله"، مشيراً إلى أن هناك شبهاً بينهما.
والربط بين ذي القرنين والإمام علي (عليه السلام) في بعض الروايات لا يعني أن الإمام علي هو ذو القرنين المذكور في القرآن الكريم حرفياً، بل يعني وجود تطابق في هذه الصفات الجوهرية والأحداث الدالة على الصبر والتضحية في سبيل الله، وكأن الإمام علي (عليه السلام) كان يشير إلى أن ما حدث لذي القرنين من ابتلاءات وصبر في سبيل الحق يتكرر في سيرته هو أيضاً، وهذا يزيد من فضله ومكانته.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.