logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمة ( 22 سنة ) - العراق
منذ شهرين

كيف اتعامل مع اهل زوجي بخصوص حبهم للولد وكرهم للبنت

السلام عليكم انا متزوجة وعندي طفلة عمرها سنة ونص عمتي ام زوجي تريدني اصير حامل ودائمآ تكول نريد ولد ومنريد ابنية واني اضوج كلش همة ميحبون البنات وهذا الشي بيد رب العالمين هيه تصوم وتصلي وتحجي هذا الحجي ابدآ ميردون بنية دوم يحجون كدامي بهل موضوع هل يجوز ارد عليها وشلون اتصرف وياهم وهل يجوز اكول لزوجي يرد عليها


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، أفهم تماماً مشاعركِ وما تعانينه من ضغط نفسي بسبب هذه الكلمات والمواقف، وأقدّر حرصكِ على التعامل مع الأمر بما يرضي الله تعالى. أولاً، يجب أن تعلمي أن مسألة إنجاب الذكور أو الإناث هي من إرادة الله وحده، ولا يملك أحد من البشر التحكم فيها، والله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان ذكراً كان أو أنثى، وجعل لكل منهما مكانته وقيمته في الحياة.فقد ورد في الكتاب العزيز قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ / أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾(1). بل أنَّ هناك روايات عن أهل البيت عليهم السلام في فضل البنات وعظم ثوابهن: ١- فقد روي عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرق (2) منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرحه الله يوم القيامة.(٢) ٢- وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البنات حسنات والبنون نعمة، وإنما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة.(٣) ٣- وعن أحمد بن الفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البنون نعيم، والبنات حسنات، والله يسأل عن النعيم ويثبت على الحسنات.(٤) ٤- وعن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البنات حسنات، والبنون نعمة، فالحسنات يثاب عليها، والنعمة يسأل عنها.(٥) ثانياً:- أمَّا بالنسبة لكلام عمتكِ، فمع أنه مؤذٍ وغير منصف، إلا أن الرد عليه يجب أن يكون بحكمة وهدوء، دون انفعال أو إساءة. يمكنكِ أن تردي عليها بلطف، وتذكريها بأن الأمر بيد الله، وأن البنات نعمة عظيمة، وأنكِ راضية بما قسمه الله لكِ، وأن الأهم هو الصحة والعافية للطفل أياً كان جنسه. وتذكري لهم الآيات والروايات التي ذكرناها لك لكي يعلموا أن الأمر بيد الله سبحانه وتعالي وأنكم لا دخل لكم والاعتراض على ذلك أعتراض على ما وهب وقسم الله من الرزق فكم من ولد هو عاق لوالديه ويتمنون أنه لم يولد أو أن يأخذه الله ويريحهم منه وأذكري لهم رسول الله صلى عليه الله عليه وآله وسلم كيف أنه رُزق بفاطمة وهو اشرف الخلق ولم يرزقه الذكور ليكونوا امتداداً لنسله وإذا شعرتِ أن الحديث يتكرر ويؤذيكِ، يمكنكِ أن تظهري عدم ارتياحكِ لهذا الكلام بطريقة محترمة، كأن تقولي: "الحمد لله على كل حال، والله يرزقنا ما فيه الخير"، ثم تغيّري الموضوع بهدوء. ثالثاً :- أما بالنسبة لزوجكِ، فمن حقكِ أن تطلبي منه أن يتحدث مع والدته بلطف ويطلب منها أن تراعي مشاعركِ، خاصة إذا كان كلامها يسبب لكِ ضيقاً أو يؤثر على علاقتكِ الأسرية. من الأفضل أن يكون الحوار بينه وبين والدته هادئاً ومحترماً، حتى لا تتفاقم الأمور.هذا فيما لو كان من النوع الذي يحسن التصرف في هكذا مواقف ولا يكون في ردة فعله تعظيماً للمشكلة وزيادةً في أتساع رقعة الفجوة التي بينكما وإن لم يكن كذلك فلا تطلبي منه ذلك واسلكي طرقاً اخرى اكثر حكمة تعالجين بها المشكلة وتذكري دائماً أن الصبر والحكمة في التعامل مع أهل الزوج من صفات المرأة المؤمنة، وأن الله يثيبكِ على حسن خلقكِ وصبركِ. أسأل الله أن يرزقكِ السكينة والرضا ويبارك في عائلتكِ. ———————— 1- سورة الشورى / 49-50. ٢-٣-٤-٥ وسائل الشيعة ج٢١ ص ٣٦٧