logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

السلام عليكم قمت بعمل حساب وهمي ( بلا اسم و صورة ) وقمت بمراسلة مجموعة من البنات معي في الجامعة من غير الملتزمات وارسلت لهن صور لاسئلة واجوبة من تطبيق المجيب تتعلق بالاحتشام ومواضيع شرعية اخرى فكانت النتيجة انه تم الهجوم علي من قبل بعضهن على الكروب العام وتعرضت للذم لما فعلته وانه كان تصرف خاطئ ، وانه اني شخص مسوي روحي متدين وشريف ،وانت شعليك بغيرك كلمن علي بنفسه ، وتمت مراسلتي وطُلِبَ مني ان لا اكرر ما فعلته وانه كان تصرف خاطئ فدارت ببالي بعض الاحتمالات ان ما فعلته خطأ مع ان المراسلات كانت خالية من اي كلام جانبي حتى من السلام ، وكانت المراسلات فقط وفقط توضيح الحكم الشرعي والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهل كان تصرفي خاطئ . اجيبونا جزاكم الله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، إن نيتك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوجيه أخواتك إلى ما فيه خير وصلاح، هي نية طيبة ومباركة، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، فجزاك الله خيرًا على حرصك على دين الله وعلى صلاح مجتمعك. ولكن، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن كان واجبًا عظيمًا، إلا أنه يتطلب حكمة بالغة وبصيرة نافذة، وأن يكون بالأسلوب الذي يحقق المقصود منه ولا يؤدي إلى نتائج عكسية، فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن ندعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نجادل بالتي هي أحسن. إن استخدام حساب وهمي وإرسال رسائل غير مرغوبة قد يُفهم على أنه تطفل أو محاولة لفرض الرأي، وقد يثير الشكوك وعدم الثقة، حتى وإن كانت نيتك خالصة لله، فالناس بطبيعتهم ينفرون مما يرونه تدخلاً في شؤونهم الخاصة، خاصة إذا جاء بأسلوب غير مباشر أو من مصدر مجهول، كما حدث معك، حيث أدى تصرفك إلى رد فعل سلبي، وهو ما يتنافى مع الهدف الأسمى من الدعوة، وهو جذب القلوب إلى الحق لا تنفيرها. إن الدعوة إلى الله تحتاج إلى بناء جسور من الثقة والمودة، وأن يكون الداعية قدوة حسنة في سلوكه وأخلاقه قبل كلامه، فإذا رأى الناس منك الصدق والأمانة والرحمة في تعاملك اليومي، كانوا أكثر استعدادًا لسماع نصيحتك وقبول توجيهك، أما الأسلوب الذي يفتقر إلى الوجه الصريح والتعامل المباشر، فقد يُفسر على أنه نوع من التخفي أو عدم الشجاعة، مما يقلل من تأثير الرسالة. لذا، فإن ما حدث معك هو مؤشر على أن الأسلوب الذي اتبعته لم يكن هو الأنسب في هذه الحالة. والمهم في الدعوة ليس مجرد إيصال المعلومة، بل إيصالها بطريقة تجعل القلوب تتقبلها وتستجيب لها. وقد يكون الأفضل في مثل هذه المواقف أن تركز على أن تكون أنت نفسك مثالًا يحتذى به في الالتزام والأخلاق، وأن تدعو إلى الله بأفعالك قبل أقوالك. وإذا سنحت الفرصة للحوار المباشر، فليكن ذلك بلطف ورفق، مع احترام خصوصية الآخرين وعدم إحراجهم. وتذكر - ولدي - دائمًا أن الهداية بيد الله، ودورنا هو البلاغ بالأسلوب الأمثل الذي لا يسبب نفورًا أو عداوة. أسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يسدد خطاك.