logo-img
السیاسات و الشروط
..... ( 26 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

هل ينظر الله الى نفسي المنكسرة

هل الهم والغم الذي يسيطر على الانسان هو اختبار من عند الله اني قبل سنه تعرضت لخيبة في دراستي ما حنت متوقعته حيل حيل حيل اثر، بيه هذا الامر، بحيث فقدت الامل فقد الشعور بالسعادة الى الان هذا الشعور ملازمني خوفي من الخيبات اني ما احمد نفسي بس متدينه اني اخاف الله صح عندي ذنوب لكن استغفرالله وابكي لرتكابي ذنب بس اني نفسيا تعبت حيل ضاهرا امام الناس اني طبيعيه ما تهمني اي شي لكن داخليا منهارة فاقدة كل لذة بهاي الحياة على الرغم انو بصلاة اليل اكعد ابجي الى ان راسي يضل يوجعني ومرات بصلاة اليل ما ابجي بس مكسور خاطري واني عندي حاجه يم الله سبحانه وتعالى وابجي بالصلاة انو يقضي هذي الحاجه بس مرات اذنب اكول هم الله ما يستجاب كوني مذنبه بس والله وراهه اتندم واضل ابجي وروحي احس بيه تطلع من كد ما مستحية من ربي بس مشكلتي هو ما جاي انسعد باي شي شسوي انصحوني


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، ما تمرين به ليس غريباً على الإنسان المؤمن، فالحياة مليئة بالابتلاءات والاختبارات، والله سبحانه يختبر عباده أحياناً بالهم والغم ليقربهم إليه، ويكشف لهم ضعفهم وحاجتهم الدائمة إلى رحمته. واعلمي - ابنتي - أن مشاعر الحزن والضيق لا تعني ضعف إيمانك أو بعدك عن الله، بل أحياناً تكون علامة على رقة قلبك وصدق توبتك وحرصك على رضا الله، فلا تجعلي الشيطان يوسوس لك بأن ذنوبك بعد التوبة تمنع استجابة الدعاء، فالله أرحم بك من نفسك، وهو القائل في كتابه الكريم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: ٥٣) الاستغفار والبكاء بين يدي الله دليل على حياة قلبك، فلا تظني أن الله لا يسمعك أو لا يراك، بل هو أقرب إليك من حبل الوريد. وأما عن فقدانك للذة الحياة، فهذا أمر طبيعي بعد الصدمات النفسية، ويحتاج إلى وقت وصبر حتى تتعافى روحك. ولا تحملي نفسك فوق طاقتها، ولا تظني أن عليك أن تظهري دائماً قوية أمام الناس. ومن حقك أن تضعفي وتبكي وتبحثي عن من يسمعك ويفهمك. حاولي أن تفتحي قلبك لمن تثقين به من أهلك أو إحدى صديقاتك للمؤمنات، فالكتمان يزيد الألم. اجتهدي في المحافظة على صلاتك وعباداتك، لكن لا تجعلي العبادة وسيلة للضغط على نفسك أو جلد ذاتك، بل اجعليها ملاذاً للراحة والسكينة. وإذا بكيت في الصلاة فاحمدي الله على رقة قلبك، وإذا لم تبكي فلا تحزني، فالله يعلم ما في قلبك حتى لو لم تظهره الدموع. وذكري نفسك دائماً أن الله لا يرد عبداً لجأ إليه بصدق، حتى وإن تأخرت الإجابة، فربما في التأخير خير لا تدركينه الآن. وأخيراً - ابنتي - حاولي أن تعيدي النظر في مفهوم السعادة لديك، فالسعادة ليست دائماً شعوراً بالفرح، بل أحياناً هي في الرضا والطمأنينة واليقين بأن الله معك ولن يضيعك. خذي الأمور خطوة بخطوة، وامنحي نفسك فرصة للشفاء، واطلبي من الله أن يبدل همك فرجاً وقلبك سكينة. أسأل الله أن يشرح صدرك ويبدل حزنك فرحاً ويقضي حاجتك ويمنحك القوة والصبر.