تحديات الزواج في الوقت الحالي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلًا وسهلًا بكم في تطبيقكم المجيب نسأل الله أن يشرح صدورنا وإياكم للحق، ويعيننا جميعًا على طريق العفة والصلاح. ولدي العزيز، إن الزواج من السنن المؤكدة في الإسلام، وقد جعله الله سكنًا ورحمة، ووسيلةً للعفة والسكينة. لكنك محق في بعض ملاحظتك، فالواقع اليوم لا يُشبه ما شرعته الشريعة. ولدينا كلام على شكل نقاط: أولًا: الصعوبات لم تأتِ من الدين، بل من الناس، فالإسلام حث على تقليل المهور وتيسير الزواج، بل جعل المهر رمزًا للبركة لا للتفاخر. روى الإمام الصادق (عليه السلام): «أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤونة». وكان زواج أمير المؤمنين (عليه السلام) من الزهراء (عليها السلام) - وهو أشرف زواج عرفه البشر - قائمًا على البساطة الشديدة، والمهر القليل. لكنّ، الذي حدث هو تغلغل الثقافة الغربية المادية، وانبهار الناس بالمظاهر، وتحول العرف الاجتماعي إلى عائق لا إلى معين. وأصبحنا نرى من يطلب الذهب والسيارات وقاعات الأعراس الباهظة، وكأن الزواج استعراض لا ميثاق مقدس، ولكن هذا الأمر ليس على عمومه بالمطلق، بل توجد عوائل ليست بالقليلة على عكس هذه الثقافة. ثانيًا: السكن والعمل والبطالة ... المزیدالخ. لكن، في ذات الوقت يوجد عمل حر، وفرص في القطاع الخاص من الأعمال التي تكون يسيرة ومتوفرة، والحمد لله على نعمته، فأنت والحمد لله أفضل من غيرك، فأنت تملك وظيفة وهذا جداً إيجابي لخطوة الزواج الناجح. ثالثًا: ما المطلوب من الشباب؟ رغم كل هذا، لا يعني أن نستسلم. فعليك أن تعمل على نفسك من الآن. طوّر مهاراتك، وابحث عن علمٍ ينفعك ومهنةٍ تُغنيك. كوّن نفسك علميًا وعمليًا معًا، فالاثنان مهمان. واجعل نيتك صادقة في طلب الحلال، واستعن بالله، وسترى كيف يُفرّج الله عنك بطرق لم تكن في الحسبان. أسأل الله أن ييسر لك أمر الزواج، ويمنّ عليك بزوجة صالحة، ويغنيك من فضله، ويرزقك الرزق الطيب المبارك، ويجمع بينك وبين الخير حيث كان. ودمت في رعاية الله وتوفيقه.