( 17 سنة ) - الإمارات
منذ سنتين

علل عرف الخضر عليه السلام موسى عليه السلام ولم يعرف موسى

علل الخضر عليه السلام عرف موسى عليه السلام ولم يعرف موسى الخضر؟


إن النبي موسى (عليه السلام) كان يعرف الخضر لإن الله سبحانه قد أمر النبي موسى [عليه السلام] بأن يذهب للقاء العبد الصالح ـ وهو الخضر [عليه السلام] وكان نبياً حسبما ذكرته الروايات ـ وكان ظهور الآية للنبي موسى [عليه السلام] في أمر الحوت، حيث عاش، واتخذ سبيله في البحر بصورة عجيبة، ونسيان يوشع أن يذكر ذلك للنبي موسى [عليه السلام] ـ كان ذلك هو العلامة التي مكّنت النبي موسى [عليه السلام] من أن يصل من خلالها إلى العبد الصالح ـ الخضر [عليه السلام] ـ. إن الله تعالى قد آتى ذلك العبد الصالح رحمة موهوبة من عنده، ومن صنعه وعطائه. وأعطاه أيضاً علماً لدنياً، موهوباً له منه سبحانه، وهو علم غير اكتسابي، لا ينال بالفكر ولا بالسعي. وقد أشارت بعض الروايات إلى أن مهمات العبد الصالح كانت تختلف عن مهمات النبي موسى [عليه السلام]. وقد روي في تفسير القمي: أنه قد قال للنبي موسى [عليه السلام]: إني وكلتُ بأمر لا تطيقه، ووكلتَ بأمر لا أطيقه. وقد كان النبي موسى [عليه السلام] أعلم من الخضر بصورة عامة، لكن كان لدى الخضر علم بأمور تتناسب مع مهماته، كانت معرفة النبي موسى [عليه السلام] بها أيضاً من موجبات نيله لمقامات أسمى وأرفع. وقد كان يكفيه لتعلمها أن يعرف مبادئها، وأصولها، لتنفتح له أبواب تفصيلاتها وفروعها، ويدل على ذلك ما ورد من أن رسول الله [صلى الله عليه وآله] قد علّم علياً أمير المؤمنين [عليه السلام] ألف باب من العلم، يُفتح له من كل باب، ألف باب.. إن ما يظهر لهم [عليهم السلام] من معجزات، فإنما هي تصرفات اقتضتها حكمتهم، ودورهم، ومسؤولياتهم. ومن ذلك طي الأرض لهم، وتكلم الشجر والحجر معهم، وإطعام الجيش كله من كف من تمر، أو من شاة عجفاء.. ـ إن الأنبياء جميعاً يشتركون في علم الشريعة، والدين والأحكام، وكل ما يحتاجون إليه في مهماتهم في هداية الأمة ورعايتها.. والتفاوت فيما بينهم إنما هو في العلوم الراقية، التي يحصلون عليها بفضل من الله عليهم، وبها وبالسعي من خلالها ينال الأنبياء المقامات السامية عند الله تعالى.. والمفروض بالنبي موسى [عليه السلام] وهو النبي العارف بالله تعالى، أن يسعى لنيل تلك المقامات من خلال توفير المعارف التي تتطلّبها، وقد عرّفه الله تعالى أنه قد أعطى العبد الصالح علوماً من عنده، وأن عليه أن يطلبه، ويتعلمها منه.. وهكذا كان.. فالعلم الذي يريد النبي موسى [عليه السلام] أن يتعلمه من الخضر، لا يوجب فقده [عليه السلام] في تلك الحال قدحاً أو نقصاً في نبوته [عليه السلام]، لأن علم النبوة وكل ما يحتاج إليه كان حاضراً لديه [عليه السلام] بصورة تامة، ولكنه أراد الحصول على علم يعطيه القدرة على الوصول إلى مقامات أسمى وأرفع.. ولا بد أن تتوقع من الأنبياء أن يكونوا طموحين وساعين بكل جهدهم لتلك المقامات، وأن يحبوا الوصول إليها، ولو لم يكن لديهم هذا الطموح لما استحقوا مقام النبوة، بل ما هو أقل بكثير من ذلك. على أنه قد روي عن الإمام الصادق [عليه السلام] أنه قال: «كان موسى أعلم من الخضر»، أو قال: «كان موسى أعلم من الذي اتبعه»

2