السلام عليكم
لماذا. دائماً اشعر وكأن كل ما اعمل به يذهب هبئاً منثورا كل ما اسعى له. لم يتحقق، وبعض الاحيان عندما لا يستجيب ولا يتحقق اي شيء اطلبه. ابكي واندب حظي ومن ثم اعاتب الله حتى اتكلم على نفسي وهي تعمل كل ما بوسعها وانا ليس لدي صديقات مقربات ولا اشكو فقط لله حنى في احزاني وافراحي ومشاكلي التجأ الى الله اولاً اصلاً اشعر وكأنني انسى الحميع ولا اتذكر سواه.
اعرف هذا الكلام غير جيد ومن الشيطان لذالك اعود واستغفر الله لان الله لايتعاتب
اريد التخلص من هذه الوساوس
ارجو ان تساعدوني وترشدوني الى الطريق الصح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي المؤمنة، شعوركِ أنّ كلّ ما تعملينه يذهب هباءً، هو شعور غير صحيح، لأن الله تعالى يقول في محكم كتابه الكريم: ﴿فاستجاب لهم ربّهم أني لا أُضيعُ عمَلَ عاملٍ منكم من ذَكَرٍ أو اُنثى..﴾ (آل عمران: ١٩٥).
وأما عدم تحقق ما تريدنه فلعلّ الذي تطلبينه لا يكون فيه خيرٌ لكِ، كما قال تعالى: ﴿..وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون﴾ (البقرة: ٢١٦).
واعلمي - ابنتي - إنّ الله تعالى يستجيب لكِ ودعائكِ مسموع منه تعالى، ولكن نحن نحسب أنّ الدعاء المستجاب هو الذي تتحقق بعده قضاء الحاجة التي دعونا من أجلها، وهذا التفكير غير صحيح، فلا يوجد دعاء بشروطه لا يُستجاب، ولكن لابد أن نفرّق بين الاستجابة وبين قضاء الحاجة، وهنا قد يسأل السائل: إذن اين حاجي التي طلبتها إذا كان دعائي مستجاباً؟ والجواب: لاتوجد ملازمة بين استجابة الدعاء وقضاء الحوائج، لأن الدعاء المستجاب إما أن يُدّخر لصاحبه يوم القيامة ليدخل به الجنة أو ترتفع به درجته، وإما أنّ الله تعالى يُعوض صاحب الدعاء بشيء اخر فيه نفع له أكثر من نفع ما هو يطلبه، وإما أن الله تعالى يدفع بهذا الدعاء بلاءٌ عظيم بحيث لو اصابه لأضرّه كثيراً، وهنا أشياء كثيرة لا نعلمها، ولكن - بعيداً عن الحوائج الشخصية - هناك شيءٌ للداعي، وهو توفيقه أن يُقبل بقلبه وروحه الى الله تعالى، ويستأنس بمناجاته، وهذه نعمة عظيمة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ المؤمن يسأل الله الحاجة، فيُقال للمَلك: إقضِ حاجته، ولاتُعجّلها، فإنّي اُحب أن اسمع صوته».
وأنت - أيتها المؤمنة الصالحة - قد أنعم الله عليكِ بالاُنس بمناجاته، وما عليكِ إلا أن تناجيه كما يناجيه اولياؤه المطهرون (عليهم السلام)، وذلك بالالتزام بما ورد عنهم (عليهم السلام) في ادعيتم ومناجاتهم مع الله تعالى، وهذه الأدعية موجودة في كتاب مفاتيح الجنان والصحيفة السجادية، ولاتعطي مجالاً للشيطان أن يُسوّل لكِ ليثني عزيمتك بالدعاء والمناجاة.
وفّقكّ الله لكلّ ما يحب ويرضى.