logo-img
السیاسات و الشروط
…….. ( 17 سنة ) - السعودية
منذ شهرين

طلب العوض من الله بعد التقصير

السلام عليكم عندي سؤال انا صار لي شهرين ونص اذاكر لاختباري باجتهاد لكن الدرجة طلعت وصدمتني نوعاً ما الي افكر فيه الحين هل هذا ممكن صار لاني قصرت في المذاكرة وما سويت كفاية واللوم يقع علي؟ او ممكن بسبب ذنوبي وتأخير الصلاة ف هذا عقاب؟ او قضاء وقدر ولازم ارضى كيف اعرف اي واحد منهم هو السبب هو انا راضية الحمدلله بس كنت اقول لنفسي يلا الله يعوضني لكن جاتني افكار ان ممكن هذا الي استحقه على تضييع اوقات الصلاة ف كيف اطلب العوض وانا الي حليت غلط وممكن قصرت في المذاكرة وانا الي عصيت ف يمكن الله عطاني هالدرجة عقاب ف كيف اطلب العوض من الله وانا الي جنيت على نفسي ف ابي فعلاً الرد الحقيقي هل اقدر اطلب العوض من الله مع وجود التقصير في المذاكرة وتضييع وقت الصلاة والذنوب الي سويتها؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، أفهم تمامًا ما تشعرين به من حزن وارتباك بعد ظهور نتيجتك، خاصة بعد فترة طويلة من الاجتهاد والمذاكرة. ومن الطبيعي أن يتساءل الإنسان حين لا يرى ثمرة جهده: هل قصّرت؟ هل هذا بسبب ذنوبي؟ أم أنه قضاء وقدر؟ وهل من حقي أن أطلب العوض من الله؟ للإجابة عن ذلك دعيني - ابنتي - القول: أولًا: هل هذه النتيجة بسبب تقصيرك؟ من الجيد أن تراجعي نفسك بصدق، فإن كنتِ ترين أنكِ بذلتِ جهدك، لكن ربما لم تُحسني إدارة الوقت أو لم تستوعبي بعض الأمور كما ينبغي، فهذا طبيعي، وقد يكون أحد أسباب النتيجة. وهذه ليست إدانة، بل درس من الله لتطوير الذات لا لتحقيرها. ثانيًا: هل الذنوب وتأخير الصلاة سبب في ذلك؟ نعم، الذنوب تُؤثر في التوفيق، وتأخير الصلاة خصوصًا له شأن عظيم عند الله، كما قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (مريم: ٥٩). لكن يجب أن تعلمي أن الله لا يعاملنا بالعدل المحض فقط، بل بالرحمة، والرحمة تغلب الغضب. فحتى إن وقعتِ في تقصير، فباب التوبة مفتوح، والله يُبدّل السيئات حسنات لمن تاب توبة نصوحًا. ثالثًا: هل هذا قضاء وقدر؟ نعم، كل ما يقع في حياتنا هو بقدر الله، سواء كان خيرًا أم غيره. ولكنّ القدر لا يمنع المحاسبة الذاتية، ولا يُغني عن السعي، والمؤمن يجمع بين الرضا بالقدر، والعمل الجاد، والدعاء، والتوبة. رابعًا: هل أستحق العوض مع وجود الذنوب والتقصير؟ العوض الإلهي لا يُشترط له أن تكوني كاملة أو بلا خطأ، فلو كان كذلك، لما استحق أحدٌ العوض. العوض يُعطى: للمجتهد المُصاب، وللصابر على الابتلاء، وللتائب الصادق، ولمن يترك شيئًا لله، بل إن بعض الأحاديث تُبيّن أن الله يُعطي العوض حتى لمن فقد شيئًا دنيويًا وهو على حال طاعة أو حتى توبة قريبة. وقد ورد في الحديث عن المرأة تموت في نفاسها: أن الله يُعطيها أجر الشهيد. فلو كان العوض مشروطًا بالكمال المطلق، لما استحقته هذه المرأة، ولا غيرها. خامسًا: كيف تطلبين العوض وأنتِ ترين أنكِ قصّرتِ؟ ببساطة: تطلبينه باسم الله الكريم، الذي لا يعاملنا فقط بما نستحق، بل بفضله. قولي بصدق: "يا رب، أعلم أني قصّرت، ولكني أرجو كرمك، فأنت قلت: {إن الله يحب التوابين}، وأنا تائبة طامعة في عوضك ولطفك." وأخيرًا: ابنتي، استفيدي من هذه التجربة لتكون نقطة انطلاق جديدة: ثبتي صلاتكِ أولًا، واكملي مسيرتكِ في الدراسة باجتهاد دون يأس، وعاهدي نفسكِ أن يكون مستقبلكِ أفضل، إيمانيًا وعلميًا. قال تعالى: ﴿ ... المزید وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...﴾ (الطلاق: ٣). وقال سبحانه: ﴿... وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر: ٤٤). والله سبحانه وتعالى كريم، يعوّضك بأفضل مما كنتِ تتوقعين، في الدنيا والآخرة، ما دمتِ مخلصة في نيتك، تائبة في قلبك، مجتهدة في عملك. دعاؤنا لكِ بالتوفيق والنجاح والسداد، ودمتم في حفظ الله ورعايته.