السلام عليكم
راح اختصر قصتي و بعدها اسأل
أنا بنت عمري حالياً واحد عشرين سنة محجبة ماعرف هواي غير ملتزمة اعرف الصلاة تحجبت بعمر ٩ سنوات جنت اصلي و أصوم ولكن بعدها مرت سنوات ماعرف شكد ماكنت ملتزمة شهر اصلي شهر لا و مريت بهواي علاقات مريت بعلاقة حب دامت أربع سنوات و انفصلت و حجيت ويا هواي أولاد محادثات و مكالمات و صور بدون حجاب صور لجسدي و ممارسة جنسية بالهاتف .. و تاركة للصلاة ولكن قبل شهر او شهرين بديت اوعى على نفسي بديت أكول لكل ولد انو خلاص انتهى كلشي و ابتعد ورجعت اصلي صح ما جنت اصلي بس دائما ادعي ربي يهديني
١-ماعرف شنو اسوي غير التوبة و ترك هذي المعاصي حيل خايفه كل يوم أفكر و أبجي خايفه ربي مايغفرلي
٢- بالنسبة للصلاة انا ماعرف شكد المدة و السنوات الي ماصليت بيها اريد ان اصلي عن عشر سنوات ماضية حتى اطمئن هل يجوز ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، يبدو أنّكِ تعلمين بحرمة الأفعال التي كنت تفعلينها، من العلاقات المحرمة، والصور، والمحادثات مع الرجال الأجانب، فهذه كلها محرمات شرعية، تضر بعلاقة المرء بربه، وتجعله عبداً لنزوته وهواه.
وأنتِ ذكرتِ أنّكِ وعيتِ على نفسك، وتبتِ منها إلى ربّكِ، وهذا هو المطلوب منكِ، وهو دليل على أنّ قلبكِ ما زال حيّاً، ولا يرضى بالبقاء على المعاصي.
ابنتي، الله سبحانه يقول في كتابه الكريم: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". هذه الآية الكريمة تبعث الطمأنينة في القلوب، وتؤكد أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه لكل من أقبل بصدق. فلا تيأسي من رحمة الله، فهي تشملكِ إذا تبت إلى الله تعالى.
ابنتي، اعزمي بصدق على عدم العودة إلى أي من هذه المعاصي، وأن تقطعي كل السبل التي قد تؤدي إليها، كحذف الصور والمحادثات وكل ما يربطك بتلك الفترة، وأن تتجنبي أي تواصل مع من كانوا طرفاً في تلك العلاقات. هذا القطع التام هو جزء أساسي من صدق التوبة.
بالنسبة لموضوع الصلاة، فإن شعورك بالرغبة في قضاء ما فاتك هو شعور طيب يدل على حرصك على إبراء ذمتك أمام الله. الأصل في الصلوات الفائتة وجوب قضائها، حتى لو كانت كثيرة. بما أنك لا تعلمين المدة بالضبط، فلا يجب عليكِ إلا ما تتيقنين منه، وهو العدد الأقل، ثم ابدأي في قضاء هذه الصلوات.
ابدأي بقضاء صلاة يوم مع كل صلاة تؤدينها في وقتها، أو صلاتين، أو ما تستطيعين المواظبة عليه دون انقطاع. الأهم هو الاستمرارية والثبات على هذا القضاء، حتى لو استغرق وقتاً طويلاً. فمثلاً، بعد أن تصلي الظهر، صلي ظهراً آخر بنية القضاء، وهكذا، وسجلي في دفتركِ ما تقضينه، لكي لا تنسيه. هذا سيمنحك الطمأنينة التي تبحثين عنها، ويشعرك بأنك تسيرين في الطريق الصحيح نحو إصلاح ما فات.
ركزي الآن على بناء علاقة قوية مع الله تعالى، حافظي على صلواتك في أوقاتها، واحرصي على حجابك كاملاً، واشغلي وقتك بما يقربك من الله من قراءة القرآن والأذكار والتعلم عن دينك. صحبة الصالحات أيضاً لها أثر كبير في الثبات على الطاعة. تذكري أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأن كل خطوة تخطينها نحو الله هي خطوة مباركة.
أسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يتقبل توبتك، وأن يغفر لك ذنوبك، وأن يملأ قلبك سكينة وطمأنينة.