logo-img
السیاسات و الشروط
محمد ( 13 سنة ) - عمان
منذ 4 سنوات

السب

لماذا لايجوز السب أو الشتم ؟؟


ان السبَّ خُلُقٌ قبيح وأسلوب سخيف لا يلجأ إليه إلاّ السفهاء وأنّه لا يُثبت حقّاً ولا يُزهق باطلاً، فإنّ له تأثيرات وانعكاسات سلبية على استقرار الحياة الاجتماعية، لأنّ الكلمة الخبيثة سوف تدفع الآخر وتجرِّئه على سبِّك وسبِّ مقدّساتك، كما سَبَبْتَ مقدّساته، قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 108]، وقد رُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) في تفسير الآية قال: "كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون فنهى الله عن سبِّ آلهتهم لكي لا يسبّ الكفّار إله المؤمنين.." ومن الواضح أنّ السبّ والسبّ المضادّ قد يُثير الفتنة بين الأطراف المتسابّة ويخلق العداوات والعصبيّات بين الناس، وقد يفضي إلى الوقوع في سفك الدماء وانتهاك الأعراض. وتؤكّد بعض النصوص أنّ مَنْ تسبَّب في سبّ الآخرين لله سبحانه أو سبّهم لأوليائه تعالى فإنّ وِزْرَ ذلك عليه، ففي الرسالة التي كتبها الإمام الصادق (ع) لأصحابه وأَمَرَهم بمدارستها والنّظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها، جاء ما يلي: ".. وإياكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عدوّاً بغير علم ... المزید ومن أظلم عند الله ممّن استسبّ لله ولأوليائه". وفي هذا المعنى ورد أيضاً أنّ من حقوق الأبوين: "أن لا تستسبّهما بأن تسبّ أبا غيرك وأمّه فيسبّ أباك وأمّك" وعن رسول الله (ص): "إنّ من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والدَيْه! قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟! قال: يسبُّ الرجل أبا الرجل فيسبُّ أباه، ويسبُّ أمّه فيسبّ أمه""، وفي رواية أخرى عنه (ص): "إنّ أكبر الكبائر أن يشتم الرجل والديه، قالوا: وكيف يشتمهما؟ قال: يشتم أبوي الرجل فيشتمهما". إنّ هذه النصوص وسواها تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الإسلام لا يريد أن تكون لغة السب هي التي تحكم العلاقة بالآخر، لأنّ هذه اللغة- فضلاً عن كونها لا تمتّ إلى الأخلاق بِصِلَة- لا تُثبت حقّاً ولا تدفع باطلاً ولا تفتح قلب الآخر على الحقيقة، بل تُبعده عنها أميالاً.

12