السلام عليكم اني عندي ذنوب هواي وبسببه انمنعت عني التوفيقات الالهيه وشكد ما احاول اصلح الامور وابتعد عن الذنوب ارجع اله و حتى والداي ما جاي ابر بيهم لان موقفين رضاهم عني بنجاح الدراسه واني ما جاي اكدر ادرس رغم توفر الي كلشي وماعرف السبب ومحتارة في امري شنو الاسوي وشلون ابدي بداية جديدة ترضي الله وترضي والداي عني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، أشعر بصدق حيرتك، وحرصك على رضا الله ورضا والديك، وهذا بحد ذاته علامة طيبة على حياة قلبك، ودليل على رغبتك الصادقة في الإصلاح.
أحيانًا يثقل الإنسان قلبه بالشعور بالذنب، فيظن أن الأبواب قد أُغلقت في وجهه؛ لكن رحمة الله تعالى أوسع من كل ذنب، وباب التوبة مفتوح دائمًا، مهما تكررت الزلات.
والمهم أن لا تيأسي ولا تستسلمي لهذا الإحساس، بل اجعليه دافعًا لبداية جديدة.
قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: ٥٣).
التوفيقات الإلهية لا تُمنح اعتباطًا، بل هي أثر من آثار السعي الجاد نحو الطاعة والعمل الصالح، وذلك يتحقق بأداء الواجبات، واجتناب المحرّمات، والتفقّه في الدين، والإصرار على النية الصادقة في السير إلى الله، ولو كان ذلك بخطوات صغيرة.
ابدئي من هذه النقطة: كوني صادقة مع نفسك أمام الله، واعترفي بينك وبينه بما بدر منك، واطلبي منه العون بصدق وإلحاح.
ولا تنظري إلى الماضي بنظرة يأس، بل انظري إليه كدرس من دروس الحياة، يعينك على بناء إرادة أقوى.
وابتعدي عن بيئة الذنب تدريجيًا، ولا تثقلي على نفسك بكثرة اللوم؛ بل ركّزي على أن كل يوم جديد هو فرصة حقيقية للتغيير.
وإن ضعفتِ وعدتِ إلى الذنب - لا سمح الله - فلا تقنطي، بل عودي فورًا إلى التوبة.
فالله سبحانه يحب التوابين، وهو أقرب إليك من نفسك.
وأما رضا الوالدين، فاعلمي أنه لا يقتصر على النجاح الدراسي فقط؛ بل يشمل حسن الخلق، والكلمة الطيبة، والمساعدة في شؤون البيت، والدعاء لهما في ظهر الغيب.
حتى لو كانا غير راضيين عنكِ دراسيًا، حاولي أن تظهري لهما الاحترام والاهتمام، وعبّري عن مشاعرك واعتذارك إن قصّرتِ، واطلبي منهما الدعاء والدعم.
فالوالدان أحيانًا لا يريدان سوى أن يروا منكِ الاجتهاد والإخلاص في المحاولة.
وفيما يخص الدراسة، قولي لهما ما جاء في الحديث الشريف: «كلٌّ ميسّر لما خُلق له».
فليس كل إنسان يصلح للدراسة الحوزوية، ولا كل إنسان يصلح للدراسة الأكاديمية، وليس الجميع يسيرون في الاتجاه نفسه.
لكل إنسان ميول وقدرات وتوجهات، والمطلوب هو احترام تلك التوجهات والعمل على تطويرها ضمن مرضاة الله.
وتذكّري - ابنتي - دائمًا إن الله لا يملّ حتى تملّي، وكل يوم هو فرصة جديدة لبداية جديدة.
أسأل الله أن يشرح صدرك، ويهديكِ لأحسن الأعمال، ويرزقكِ رضا والديك ورضاه عنك.
دعاؤنا معكِ بالتوفيق والسداد، ودمتم سالمين.