التخلص من الغضب الداخلي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، ما تشعرين به من غضب داخلي متراكم أمر مفهوم، خاصة حينما يتعرض الإنسان للأذى أو الظلم ولا يجد متنفساً مناسباً لمشاعره. كما أن التزامك بالصلاة وقراءة القرآن نعمة عظيمة، وهي أساس مهم في تهذيب النفس، لكن أحياناً تبقى بعض المشاعر تحتاج إلى معالجة أعمق وفهم لجذورها. واعلمي - ابنتي - بأن الغضب في ذاته ليس مذموماً دائماً، بل هو شعور طبيعي، لكن المهم هو كيفية التعامل معه وتوجيهه. أحياناً يكون سبب الغضب تراكم مواقف لم تعبري عنها أو شعور بعدم الإنصاف أو حتى إرهاق نفسي وجسدي. لذا من المهم أن تمنحي نفسك فرصة للتأمل في أسباب هذا الغضب: هل هو بسبب مواقف متكررة من أشخاص معينين؟ هل تشعرين بأنك لا تستطيعين الدفاع عن نفسك أو التعبير عن مشاعرك بشكل صحي؟ أحياناً يكون الصمت الطويل أو كبت المشاعر سبباً في انفجار داخلي يظهر في شكل توتر أو حركات لا إرادية. ابنتي، أنصحك أولاً بأن تعترفي بمشاعرك أمام نفسك دون خجل أو إنكار، فكل إنسان يمر بلحظات ضعف أو غضب. وحاولي أن تجدي وسيلة هادئة للتعبير عن مشاعرك، مثل الكتابة أو الحديث مع شخص تثقين به، أو الدعاء الصادق لله تعالى بأن يفرّج عنك ما تجدينه في صدرك. كذلك، حاولي أن تتنفسي بعمق عندما تشعرين بتوتر أو غضب، وابتعدي قليلاً عن الموقف حتى تهدئي. ولا تنسي - ابنتي - أن تراجعي علاقتك مع نفسك: هل تقدرين ذاتك؟ هل تعطين نفسك حقها من الراحة والاهتمام؟ أحياناً يكون الغضب رسالة من النفس بأنها تحتاج إلى رعاية واهتمام أكثر. وأخيراً، استعيني بالله دائماً واطلبي منه أن يرزقك سعة الصدر وحسن الخلق، وذكري نفسك بأن العفو والتسامح قوة، وأن الله يحب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. أسأل الله أن يشرح صدرك ويمنحك راحة البال والسكينة الدائمة.