السلام عليـكم ورحـمة الله وبـركاته
اهــلاً وســهلاً بكم في تطبيقـكم المجيب
ابنتي الكريمة، إن كلمة "شيعة" في اللغة تعني الأتباع والأنصار، وقد استُخدم هذا المصطلح للإشارة إلى أتباع الإمام علي (عليه السلام) منذ وقت مبكر جدًا، وفي حياة النبي (صلى الله عليه وآله).
وهناك روايات عديدة، بعضها موجود في مصادر أهل السنة والجماعة وبعضها في مصادر الشيعة، تُشير إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه استعمل هذا التعبير، ومن أشهر هذه الروايات ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: «والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» وذلك عند نزول قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ (البينة: ٧).
هذه الرواية وغيرها تدل على أن تسمية "شيعة علي" كانت موجودة ومستعملة في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) للإشارة إلى أتباع الإمام علي ومحبيه.
وكانت النخبة المتميزة من صحابة الرسول (صلَّى الله عليه وآله) أمثال: سلمان الفارسي (المحمدي)، و أبي ذر الغفاري، و عمار بن ياسر، و المقداد، يحملون لقب شيعة علي بن أبي طالب في أيام الرسول لحبهم و ولائهم لعلي بسبب توجيهات الرسول من خلال خطاباته.
و إلى هذه الحقيقة تشير الأحاديث المتواترة التي ذكرها غير واحد من المفسرين والمحدثين والمؤرخين.
يقول الكنجي الشافعي، في كتابه "كفاية الطالب" ص(٢١٤)، عن جابر بن عبد الله، قال:
كنا عند النبي (صلَّى الله عليه و آله)، فاقبل علي بن أبي طالب (عليه السَّلام) فقال النبي (صلَّى الله عليه و آله): «قد أتاكم أخي»، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثم قال: «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم إنه أولكم إيماناً، و أوفاكم بعهد الله، و أقومكم بأمر الله، و أعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزيّة» قال: ونزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾.
والحمدُ للهِ الذي جعلنا وإيّاكم من المتمسّكينَ بولايةِ مولانا أميرِ المؤمنينَ الإمامِ علي بنِ أبي طالب (عليه السلام) والأئمةِ الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) وأسعدَ اللهُ أيامَكُم بذكرى يومِ النّعمةِ الكبرى والولايةِ العُظمى عيدِ اللهِ الأكبرِ عيدِ الغديرِ الأغرِّ.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.