وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة،
إنّ للوضوء أهميةً شرعية وآثارًا معنوية عظيمة، وردت فيها روايات شريفة تؤكد مكانته في الإسلام.
أولًا: أهميته الشرعية:
الوضوء شرطٌ أساسي لأداء الصلوات المفروضة، وبدونه لا يمكن الصلاة؛ لأنها فاقدة لأهم شرط وهو الطهارة، كما أنّه يرفع حرمة مسّ كلمات القرآن الكريم، وهكذا باقي أثره الشرعي.
ثانيًا: آثاره المعنوية والروحية:
الوضوء نورٌ للقلب وطهارةٌ للروح، وله آثار باطنية عظيمة، منها ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «إن استطعت أن لا تزال على وضوء فافعل، فإنّه من أتاه الموت وهو على وضوء، أعطي الشهادة».
وروي أيضًا عنه (صلى الله عليه وآله):«الطاهر النائم كالصائم القائم»، وهي بشارةٌ لمن ينام على طهارة، فله ثواب من قام الليل.
كما قال (صلى الله عليه وآله): «الوضوء نصف الإيمان»، وهذا يدل على أنّ الطهارة الظاهرية مقدّمة للطهارة الباطنية.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «الوضوء على الوضوء نورٌ على نور»، أي أن تجديد الوضوء من غير حدث يزيد الإنسان إشراقًا معنويًا ونورًا روحيًا.
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): «من جدّد وضوءه من غير حدث، جدّد الله له التوبة من غير استغفار»، وهذا يدل على أثر الوضوء في تطهير النفس دون حاجة إلى التلفّظ بالاستغفار.
وجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا توضأ العبد خرجت خطاياه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد، قعد مغفورًا له». وكذلك قال: «إذا توضأ العبد تحاتّت عنه ذنوبه كما يتحاتّ ورق الشجر».
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الطهارة الظاهرة والباطنة.
دمتم في رعاية الله وحفظه.
………
[ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٤ – ص ٣٥٦٢-٣٥٦٤]