اعتذر على كثرة الاسئله ولكن الظروف تدفعني لكي أسأل ، انا كنت ابكي وأبكي كثيراً وكثيرا ولكن في ليله و نهار تغير كل شيء و صرت لا ابكي ولا تطيح لي دمعه ، واذا اردت ان ابكي اثاوب واروح لغيره شغله ، كلش تعبت ، صار يخرج من عيني معه اصغر من الذبابه وحتى لا تسقط وتخرج بعد التوسل بأهل البيت عليهم السلام لكي لا يحرموني الدمعه ، شنو اسوي وشنو الخطوات اللي اتبعها علمود ارجع وابكي ؟ عفيه جاوبوني راح اموت بحسرتي،وانا تائبه وكاعده اتعلم واقرا و ابعد روحي عن أي ذنب وملتزمه بصلاتي وستري ولا استمع الى أغاني ، ولا غيره، عفيه اريد حل فدوه.💔💔💔💔 وجربت حلولكم اللي كلتوها هنا وسألت ناس بس اريد بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلًا وسهلًا بكم في تطبيق المجيب
ونسأل الله أن يفيض عليكم برحمته ويشرح صدوركم، ويمنّ عليكم بدمعةٍ صادقة من خشية الله ومحبة أوليائه، فهي دمعة لا تُقدّر بثمن.
أيتها الأخت الكريمة،
أولًا: لا تعتذري، فالسؤال باب العلم والرحمة، وما تفعلينه من طلب للهداية والتعلّم والبُعد عن الذنوب هو أعظم سبيل لرضا الله، فثابري عليه وأبشري، فإن الله لا يُضيع عبده إذا أقبل إليه بصدق.
أما حالتكِ التي وصفتيها من غياب الدموع بعد أن كنتِ كثيرة البكاء، فهي أمرٌ شائعٌ وطبيعي، بل يمرّ به كثيرٌ من أهل الإيمان والتقوى، وليس دليلاً على القسوة أو البُعد عن الله، بل قد يكون اختبارًا من الله لتربية القلب على الصدق والاستمرار حتى في غياب التأثّر الظاهري.
فـ الدمعة ليست هي الغاية، إنما الغاية هي استحضار المعاني العظيمة، والتفاعل القلبي، والخشوع الداخلي، والدمعة مجرّد أثر قد يظهر وقد لا يظهر.
ولهذا أكّدت الروايات الشريفة على التباكي، وهو أن يُجهد الإنسان نفسه لتحريك قلبه بالحزن والخشوع، سواء نزلت الدمعة أو لم تنزل.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرًا فبكى فله الجنّة، ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرًا فتباكى فله الجنّة» (ثواب الأعمال، للشيخ الصدوق، ص84).
وقد ورد أيضًا: «إن لم يَجئك البكاء فتبَاكَ، فإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخٍ بخْ». (الكافي، ج2، ص483).
أي إن لم تبكِ بعفوية، فحاول أن تُهيّئ قلبك وتستحضر المصائب والمواقف العظيمة، فإن هذا الجهد القلبي هو الذي يُرضي الله تعالى.
نقطة مهمّة جدًا:
حتى الأنبياء والأولياء ما كانوا دائمًا يبكون دموعًا، لكنهم دائمًا يتفاعلون بقلوبهم. فحاولي أن تستحضري مشاهد كربلاء، بكلمات الزيارة، أو عبر القراءة في مواقف الحوراء زينب عليها السلام، أو في بكاء الإمام السجاد (عليه السلام) المتواصل على أبيه، فهذا التفاعل الروحي هو المطلوب.
وكذلك في القرآن الكريم، أمرنا الله أن نخشى عذابه، ونرجو رحمته، ونستحضر الجنة والنار، فإذا لم تنزل الدمعة، فلا تحزني، بل اشكري الله على حضور قلبك، فهذا هو الأصل.
وصيتنا لكِ:
لا تظنّي أن فقدان الدموع يعني أن قلبكِ ميت؛ لا والله، بل هو قد يكون في طريق صفاء جديد. استمري في تلاوة القرآن، وزيارة أهل البيت (عليهم السلام)، والصلاة بتضرّع، واطلبي من الله بلُغة بسيطة: "اللهم لا تحرمني دمعةً تُطهّر بها قلبي، وتُقرّبني إليك"
لا تجعلي الدمع هدفًا، بل اجعلي المعنى هو الهدف: حضور القلب، التفكّر، الحياء من الله، الإشفاق من التقصير.
ويا طوبى لكِ، إنكِ رغم الألم والحرقة، ما زلتِ تسألين وتقرئين وتتقربين، والله يُحب ذلك منكِ.
وتذكّري:
«إذا لم تبكِ فعلى قلبكِ فابكِ ... المزید فهو لم يَعُد كما كان، لكنه ما زال يُمكن أن يعود أفضل مما كان».
نسأل الله أن يُلين قلبك، ويغسله بدمعةٍ من نوره، وأن يُثبّتكِ على حبّ محمد وآل محمد، ويجعل لكِ في كل دمعة أجر الشهداء.
دمتِ في حفظ الله، ثابتةً، صادقةً، طاهرةً.