السلام عليكم ورحمة الله
انا كلش احب ابوي و شفت منشور باليوتيوب الناس كلها تحب الامام علي عليه السلام اكثر من ابوهم و اهلهم و حسيت بالذنب لان انا احب ابوي و الامام علي بنفس المقدار عادي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، اعلمي بأنه من الطبيعي أن تحبي والدك وتكني له مشاعر الحب والاحترام، فهو من أعز الناس في حياتك. وحبك لمولانا الإمام علي (عليه السلام) لا يتعارض مع حبك لوالدك.
لأن حبكِ لوالدك أمر فطري وطبيعي وعاطفي وأبوي، بل هو من البر والإحسان الذي دعا إليه الإسلام، وقد أمر الله تعالى ببرّ الوالدين والإحسان إليهما في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا﴾ [الإسراء: 23].
أما حب أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، فهو حبٌ من نوعٍ خاص، متصل بالإيمان والعقيدة، لأنه (عليه السلام) وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإمامٌ مفترض الطاعة، ومظهرٌ للحق والعدل. وقد ورد عن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "مَن أحبّ عليّاً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله". (المعجم الكبير: ٢٣ / ٣٨٠ / ٩٠١ ) .
فلا تعارض بين حبكِ لوالدك، وهو من البر والإحسان، وبين حبكِ للإمام علي (عليه السلام) وهو من أعظم علامات الإيمان.
ولكن من جهة العقيدة والدين، حب الإمام علي (عليه السلام) يجب أن يكون أعمق وأعلى مقامًا؛ لأنه حبٌ مرتبط بالله ورسوله وولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وهو واجبٌ ديني.
فعنه (صلى الله عليه وآله): لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذريتي أحب إليه من ذريته". ( ميزان الحكمة: ج١ / ص ٥١٨ ) .
فالحب هنا يكون طولياً متصلاً بالله سبحانه وتعالى، وليس عرضياُ مستقلاُ، فحب الإمام علي (عليه السلام) كإمام مفترض الطاعة، واجعلي من حبك لوالدك مدخلًا لطاعة الله وبر الوالدين.
فلا حرج أن تحبي أباك حبًا شديدًا، فهذا من حسن الخُلق، ولكن حبك للإمام علي (عليه السلام) يجب أن يكون من منطلق الولاء والاتباع، لأنه إمامك الذي أمر الله ورسوله بولايته.
ومن ثم لابد بأن نعلم من أن الأب الحقيقي والروحي هو رسولنا الأكرم ومولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام )، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وآله): " أنا وعلي أبوا هذه الأمة ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم، فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار " ( بحار الأنوار: ج ٣٦ / ص ١١ ) .
وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.