logo-img
السیاسات و الشروط
يافاطمه ( 42 سنة ) - العراق
منذ 4 أشهر

تنصيب الإمام علي في التاريخ الإسلامي

ماهي الوسيلة التي استخدمها النبي للفت انظار المسلمين لتنصيب الامام علي عليه السلام


السلام عليـكم ورحـمة الله وبـركاته اهـلاً وسـهلاً بكم في تطبيقكم المجيب أبنتي الكريمة،لقد استخدم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) عدة وسائل للفت أنظار المسلمين وتأكيد أهمية ما سيقوله بخصوص تنصيب الإمام علي (عليه السلام) في غدير خم، وإليكِ أبرزها: 1. اختيار المكان والزمان: المكان: اختار النبي (صلى الله عليه وآله) مكانًا استراتيجيًا وهو "غدير خم"، الذي كان مفترق طرق للقوافل المتجهة إلى مختلف أنحاء الجزيرة العربية (الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب). هذا يعني أن عددًا كبيرًا من الحجاج العائدين من حجة الوداع سيمرون بهذا المكان، مما يضمن أكبر حضور ممكن. الزمان: كان ذلك بعد انتهاء حجة الوداع مباشرة، وهي أكبر تجمع للمسلمين في حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث بلغ عددهم عشرات الآلاف. هذا التوقيت كان مثاليًا لإيصال الرسالة إلى أكبر عدد من الناس. 2. أمر بجمع الناس: طلب النبي (صلى الله عليه وآله) من المسلمين الذين سبقوه بالتوقف والعودة، وأمر الذين تأخروا باللحاق بهم. هذا الأمر المفاجئ بجمع الناس في منطقة صحراوية تحت الشمس الحارقة لفت انتباه الجميع. طلب منهم أن يُصنع له منبر من أحمال الإبل (أقتاب الإبل) أو أن يوضع له رحال الإبل ليرتفع عليها، وهذا دليل على أهمية ما سيقوله وضرورة رؤية الجميع له. 3. المقدمة والخطبة: بدأ النبي (صلى الله عليه وآله) خطبته بمقدمة بليغة ومهمة، استهلها بالثناء على الله تعالى، ثم سأل الناس عن موقفه منهم: "ألست أولى بكم من أنفسكم؟" وأخذ إقرارهم بذلك، وهو تمهيد نفسي لمسألة الولاية التي سيُعلنها. ذكّرهم بقرب وفاته، مما أضاف جوًا من الجدية والحزن إلى اللقاء، وجعلهم أكثر إصغاءً لما سيقوله من وصايا أخيرة. 4. رفع يد الامام علي (عليه السلام): الوسيلة الأبرز والأكثر رمزية كانت عندما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) ورفعها عالياً حتى رآه جميع الحاضرين، وهذا الفعل البصري كان له تأثير كبير في تثبيت الصورة والرسالة. قال كلمته المشهورة والواضحة: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله". هذه الكلمات الصريحة لم تترك مجالاً للشك في المعنى المقصود. 5. طلب البيعة والتهنئة: بعد إعلان الولاية، طلب النبي (صلى الله عليه وآله) من الناس أن يُبايعوا عليًا ويهنئوه بإمرة المؤمنين، وقد فعل الصحابة ذلك، وكان عمر بن الخطاب أول المهنئين قائلاً: "بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة". هذا التأكيد العملي على البيعة زاد من رسوخ الأمر. 6. نزول آية إكمال الدين: نزول الآية الكريمة: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ بعد إعلان الولاية مباشرة، كان تأكيدًا إلهيًا على أهمية الحدث وكونه إتمامًا للرسالة. وبأختصار: باستخدام هذه الوسائل المتعددة (المكان، الزمان، جمع الناس، المقدمة البلاغية، رفع اليد، النص الصريح، طلب البيعة، والتأييد الإلهي)، ضمن النبي (صلى الله عليه وآله) أن رسالة تنصيب الإمام علي (عليه السلام) تصل إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين وبأوضح صورة. والحمدُ للهِ الذي جعلنا وإيّاكم من المتمسّكينَ بولايةِ مولانا أميرِ المؤمنينَ الإمامِ علي بنِ أبي طالب (عليه السلام) والأئمةِ الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) وأسعدَ اللهُ أيامَكُم بذكرى يومِ النّعمةِ الكبرى والولايةِ العُظمى عيدِ اللهِ الأكبرِ عيدِ الغديرِ الأغرِّ. ودمتم في رعاية الله وحفظه