التكتف في الصلاة
السلام عليكم ما هو دليل اهل السنة على التكتف في الصلاة وحسب ما سمعت من احد فقهائهم ان الرسول ص كان عندما يقوم من الصلاة يضع قبضته اليمنى على اليسرى حسب ما قال بأنه ثابت في كتبهم فأريد منكم ان توضحوا لي هذه المسأله
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يستفاد من الروايات من طرق أهل البيت عليهم السلام ان التكتّف لم يكن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وانّما هو بدعة ، وكان فعل المجوس ؛ فيظهر انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يصلّي مع ارسال اليدين. وقد أفتى مالك بن أنس امام المالكيّة بعدم جواز التكتّف في الفريضة ،وهذا أيضاً يدلّ على انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لم يتكتّف في الصلاة ، وإلّا فكيف يخالف مالك بن أنس سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله. ففي صحيحة محمّد بن مسلم عن أحدهما ـ الباقر أو الصادق عليهما السلام ـ قال : قلت له الرجل يضع يده في الصلاة ـ وحكى اليمنى على اليسرى ـ ، فقال : ذلك التكفير فلا يفعل. وفي صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : ولا تكفّر فانّما يصنع ذلك المجوس. وفي الخصال بسنده عن علي عليه السلام ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عزّوجلّ يتشبه بأهل الكفر يعني المجوس. ومن المعلوم أنّه لو كان النبي صلّى الله عليه وآله يكفّر ويتكتّف لم ينه عنه الأئمّة عليهم السلام ولم يقولوا انّه من فعل المجوس. وَفِي كتب الفِقْهِ عند المخالفين اقوال في إِنَّ التَّكَتُّفَ - وَهُوَ وَضْعُ اليَدِ عَلَى الأُخْرَى حَالَ القِيَامِ فِي الصَّلَاةِ - مُبْطِلٌ لِلصَّلَاةِ. وَالبَعْضُ الآخَرُ يَقُولُ بِعَدَمِ بُطْلَانِهِ. فَبِمَنْ نَأْخُذُ وَمَنْ نَتْرُكُ؟!! تلخيص ما تقدم : ۱. إنّ وضع إحدى اليدين على الأخرى حالة صلاة سنّة عند أكثر الجمهور إلّا مالك ؛ فقد قال في المغني لابن قدامة / ٥۱٤ : « ظاهر مذهبه الذي عليه أصحابه : إرسال اليدين وروي ذلك عن ابن الزبير والحسن ». ۲. قد جاءت روايات أهل البيت عليهم السلام لترد على التكتيف ، وأنّه من فعل المجوس ، ففي حديث الإمام الباقر عليه السلام : « ولا تكفر فإنّما يفعل ذلك المجوس » ، والتكفير هو التكتيف في الصلاة. [ راجع وسائل الشيعة باب ۱٥ من قواطع الصلاة حديث ۱۲ وكذلك ح ۱ وح ۳ و ح ٤ وح ٥ وح ۷ ] ۳. : « ويحكى أنّه لما جيء باُسارى الفرس إلى الخليفة الثاني ، كفّروا أمامه فسأل عن ذلك ، فأجابوه بأنّا نستعمله خضوعاً وتواضعاً لملوكنا ، فاستحسن فعل ذلك مع الله سبحانه في الصلاة وغفل عن قبح التشبيه بالمجوس في الشرع ». [ جواهر الكلام : ۱۱ / ۱۹ ] ٤. ولو كان التكتّف ثابتاً عن النبي صلّى الله عليه وآله لشاع واشتهر ؛ اذ الصلاة تؤدّى في كلّ يوم خمس مرّات ـ كفرض ـ ، ومعارضة مالك وأصحابه وأهل البيت عليهم السلام يوجب الإطمئنان ببطلان التكتّف ـ التكفير في الصلاة ـ. وعلى هذا فمن أين تولّدت هذه الظاهرة ؟ أقول : اصطنعت لهذه الظاهرة ـ التي أمر بها الخليفة الثاني غفلة منه عن قبح التشبيه بالمجوس ـ بعض الأحاديث من قبيل إنّ النبي كان يؤمّ الناس ويأخذ شماله بيمينه على ما رواه الترمذي ، ولكن هذا مرفوض لما قدمناه : أ ـ من مخالفة أهل البيت عليهم السلام. ب ـ مخالفة مالك وأصحابه. ج ـ لما حكي في التاريخ من أسارى الفرس.