سلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا عندي موضوع ماذيني انا حلفت كثيرًا باالله بااهل البيت لا اعود للعادة والعياذ بالله وعدت اليه وحلفت ووعدت كثيرًا انا الان متدمره نفسيتي رغم اني احب الدين والاتزام وليس لدي طاقة وامي عندما لاساعده تدعي عليه ولايهتمون بي. وانا مريضة ولدي وسواوس وهذا ذنب دمرني رغم انا اصلي أقرأ القرآن وخاتمته لاكن احس ربي سبحانه وتعالى لم يرضى عليه ماذا افعل تعبت وعندي الم راس صداع والم بالمفاصل رغم صغري سني 💔
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، نشكر تواصلكم معنا في برنامجكم المجيب.
أولاً، اعلمي أن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب وأناب. وقد قال في كتابه الكريم:
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾
[الزمر: 53]
التوبة الصادقة هي السبيل الوحيد لعلاجكم، وتعني:
الندم على ما فات، العزم على عدم العودة، الاستغفار بصدق.
واعلكي بأن الله لا يؤاخذ عبده التائب النادم إن عاد وتاب بصدق. قال الإمام الصادق (عليه السلام):
«إذا تاب العبد توبة نصوحًا أحبّه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة».
(الوسائل، ج16، ص74 ) .
ثانيًا، العادة السرّية وإن كانت معصية، وهي محرمة شرعاً واخلاقاً إلا أن التوبة منها مفتوحة، ولا يجوز لليأس أن يدخل قلبك. حاولي قدر الإمكان الابتعاد عن كل ما يثير النفس، سواء من أفكار، أو صور، أو وحدة مفرطة، أو فراغ. اشغلي وقتك بما يفيد:
القرآن، طلب العلم، التواصل مع الصالحين،
ممارسة الرياضة أو المشي، تنظيم النوم والطعام.
ثالثًا، ما تعانينه من صداع وآلام في المفاصل وتعب نفسي قد يكون له علاقة كبيرة بالضغط النفسي والوساوس. وهنا ننصحك بلُطف أن تحسني الظن بالله سبحانه وتعالى وتتوكلي عليه، وأن تتفائلي بالخير، وتقرأي الأمور بإيجابية.
رابعًا، لا تحمّلي نفسك ذنوبًا فوق طاقتها، ولا تعتقدي أن الله لا يحبك؛ فالله سبحانه يقول:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾
[البقرة: 222]
وكلما عُدتِ إليه عاد إليك، قال مولانا للإمام علي (عليه السلام):
«ما أضمر أحدٌ شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه».
فإن ضمرتِ التوبة والنية الطيبة، سترين آثارها في حياتك، بإذن الله.
وأخيرًا، في حال شعورك بالإهمال من عائلتك أو الدعاء عليك، تذكّري أن الله هو الرقيب العادل، وهو أحنّ عليك من الأم بولدها. لا تقنطي، ولا تيأسي، بل قولي كما قال مولانا الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعائه:
«يا من لا يضرّه ذنبُ العاصين، ولا ينقص من ملكه غفرانُ المذنبين، اغفر لي»
(الصحيفة السجادية، دعاء رقم 31 دعاء التوبة) .
- نسأل الله تعالى أن يشفيك شفاءً تامًا، ويملأ قلبك نورًا وطمأنينة، ويرزقك قوةً على ترك الذنوب وثباتًا في طريقه. ودمتم في رعاية الله وحفظه.