logo-img
السیاسات و الشروط
ريام عماد ( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 أشهر

اعتزال الناس

السلام عليكم انا بنت متزوجة احب العزلة اكثر ماحب اختلط ب الاقارب و زوجي يرد اوصل اقاربه و انا ارفض هالشي و حتى مع اهله انا منعزلة كلش عن اخوه و ابوه ايضاً ومرتاحة بهالشي بس عوا مزعوج من الموضوع وكذلك اهله و انا اصلاً تعبانه و ادرس ونفسيتي مو تمام و ماحب اخالط الناس بسبب احاديثهم و كلامهم مايعجبني ومايناسبني شنو اسوي بيهج حالة


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب. ابنتي الكريمة، من الواضح أنك تمرين بمرحلة صعبة نفسيًا وجسديًا، خاصة مع ضغط الدراسة والاحتياج إلى بعض العزلة والهدوء. وهذا أمر طبيعي، فالنفس البشرية أحيانًا تحتاج إلى الخلوة للراحة واستعادة التوازن. ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن إهمال حق الزوج واهتمامه بأن يكون هناك حد أدنى من التواصل مع أهله وأقاربه، خصوصًا إذا كان ذلك يؤثر على العلاقة الزوجية أو يسبب لهم الحرج أو الانزعاج. الإسلام دين التوازن، لا يدعو إلى العزلة الدائمة ولا إلى الانغماس الكامل في الاختلاط. بل يوصي بما فيه الخير والنفع. فالزيارات وصلة الأرحام مستحبة، وعند المرض تكون عيادة المريض من القربات، والتواصل مع الأقارب من أسباب الرحمة. ومع ذلك، فإن مخالطة الناس التي تجرّ إلى الغيبة أو الكلام الباطل أو التأثير السلبي على دين الإنسان، فإنها مذمومة. وقد أثنى الله تعالى على أهل الكهف حين اعتزلوا قومهم الفاسدين فقال: ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾ [الكهف: ١٦]، فكان اعتزالهم تعبيرًا عن تمسكهم بدينهم وهروبًا من الفتنة. من هنا، أنصحك بالاعتدال والوسطية: لا تفرطي في العزلة بحيث يشعر زوجك وأهله بالإهمال أو النفور. ولا تنغمسي في الاختلاط الذي يسبب لك الضيق والتعب. بإمكانك – على سبيل المثال – أن تلقي السلام على أهل زوجك، وتسأليهم عن أحوالهم بكلمة طيبة، ثم تعتذري بأدب أنك مشغولة بالدراسة أو العمل المنزلي أو الراحة. وهكذا تحققي التوازن: تحافظين على أدب التواصل دون أن تفرّطي براحتك النفسية. المهم أن يكون انسحابك برفق ولباقة، دون أن يشعر الطرف الآخر بأنك متكبرة أو لا ترغبين برؤيتهم، بل يظهر لهم أنك مشغولة بما هو أولى أو أوجب في حياتك. دعاؤنا لكِ بالتوفيق والسداد، وأن يرزقكِ الله راحة البال ورضا الزوج وبركة العلم والعمل. ودمتم سالمين.