وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب.
ولدي العزيز، للجواب على هذا السؤال نذكر لك ملخّص التحقيق للشيخ محمد صنقور، ومركز الرصد العقائدي، مع ما اعتمدا عليه من مصادر معتمدة.
أولًا: حين نتطرّق إلى نسب هند، نجدها قرشية وليست جارية كما يُقال، فهند زوجة يزيد قرشية وليست جارية:
هند زوجة يزيد بن معاوية، هي بنت عبد الله بن عامر بن كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس العبشمية القرشيّة(١).
فجدّها عامر بن كُريز كان من مُسلمة الفتح، يعني كان من الطلقاء، وكان خالًا لعثمان(٢).
وأبوها عبد الله بن عامر بن كُريز كان واليًا من قِبل عثمان على البصرة وخراسان، ولّاه عليهما – نظرًا لقرابته كما صرّح بذلك – (٣) رغم حداثة سنّه، وذلك أحد أسباب النقمة على عثمان.
فعبد الله بن عامر لم يكن يتجاوز سنّه حين ولّاه عثمان على البصرة وخراسان الخامسة والعشرين سنة، وبقي واليًا عليهما إلى أن قُتل عثمان(٤).
وقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى أن أمّ كلثوم (هند) بنت عبد الله بن عامر بن كُريز بَكَت على الحسين (عليه السلام)، وهي يومئذٍ عند يزيد بن معاوية، فقال يزيد: «حقٌّ لها أن تعوِل على كبير قريش وسيّدها».
وذكر أن يزيد بن معاوية: «أمر بالنساء فأُدخلن على نسائه، وأمر نساء آل أبي سفيان فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام، فما بقيت منهنّ امرأة إلا تلقّتنا تبكي وتنتحب، ونحن على حسين ثلاثًا»(٥).
ونقل ذلك غيره من المؤرخين(٦).
ثانيًا: هند هذه هي فاختة بنت عبد الله بن عامر، وتلقّب بأم كلثوم.
قال ابن عساكر: «فاختة بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، أم كلثوم العبشمية، زوج يزيد بن معاوية، كانت عنده بدمشق، وله فيها شعر. ولمّا قُتل الحسين بن علي أكبرت قتله، وأقامت عليه المناحة»(٧).
وقال أيضًا: «هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس العبشمية القرشية،
زوج يزيد بن معاوية، لها ذِكر في حديث مقتل الحسين، ذكرتُه في ترجمة أبي بَرزة نضلة بن عبيد»(٨).
وقال أيضًا: «أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب،
زوج يزيد بن معاوية، امرأة عاقلة، لها ذِكر»(٩).
ويظهر من جميع ذلك أن ابنة عبد الله بن عامر بن كريز، زوجة يزيد، هي هند، واسمها الآخر فاختة، وتُكنّى بأم كلثوم.
وهي صاحبة الموقف التاريخي الذي استنكرت فيه على يزيد قتلَ ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
دمتم في رعاية الله وحفظه
———————————-
١. تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج٧٠، ص١٦٦
٢. الاستيعاب – ابن عبد البر – ج٢، ص٧٩٨، ج٣، ص٩٣١،
كشف المشكل من حديث الصحيحين – ابن الجوزي – ج٢، ص٦٠٢،
الأخبار الطوال – ابن قتيبة – ص١٣٩،
تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج٢٩، ص٢٥٠
٣. الطبقات الكبرى – ابن سعد – ج٥، ص٤٥،
كشف المشكل من حديث الصحيحين – ابن الجوزي – ج٢، ص٦٠٢،
تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج٢٩، ص٢٥٠، ج٣٢، ص٨٢
٤. الاستيعاب – ابن عبد البر – ج٣، ص٩٣٢،
الطبقات الكبرى – ابن سعد – ج٥، ص٤٨،
أنساب الأشراف – البلاذري – ج٥، ص٥١٧،
تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج٢٩، ص٢٥٠، ج٣٢، ص٨١، ٨٢،
تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي – ج٢، ص١٦٦،
الثقات – ابن حبان – ج٢، ص٢٦٦
٥. الطبقات الكبرى – ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) – ابن سعد – ص٨٣
٦. تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج٦٩، ص١٧٧،
سير أعلام النبلاء – الذهبي – ج٣، ص٣٠٤،
تاريخ الطبري – الطبري – ج٤، ص٣٥٣،
مقتل الحسين – الخوارزمي – ج٢، ص٨١،
البداية والنهاية – ابن كثير – ج٨، ص٢١٢، قال: «ثم أنزل النساء عند حريمه في دار الخلافة، فاستقبلتهن نساء آل معاوية يبكين وينحن على الحسين، ثم أقمن المناحة ثلاثة أيام، وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشّى إلا ومعه علي بن الحسين…»
٧. تاريخ دمشق – ج٧٠، ص٤
٨. تاريخ دمشق – ج٧٠، ص١٦٦
٩. تاريخ دمشق – ج٧٠، ص٢٥٩