logo-img
السیاسات و الشروط
الحَمدُ لِله ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

ألوان البشرة في أهل البيت

السلام عليكم هل كان احد اهل البيت اسود او اسمر؟ ام ان جميعهم بيضان وان كانوا كلهم بيض فهل هذا يعني ان البياض احب للانسان من السواد لهذا خلقهم الله بيض؟ ارجو الرد.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، تُشير أغلب الروايات التي تصف ملامح النبي محمد (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) إلى أنهم كانوا يتميزون بـ اللون الأبيض المشرَب بحمرة أو القمحي (وهو لون أبيض يميل إلى السمرة الخفيفة أو الحمرة، وليس أبيض ناصعًا). وهذا الوصف شائع في الأدب العربي لوصف الجمال والاعتدال في لون البشرة. النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وصفته الروايات بأنه "أزهر اللون" أو "أبيض مشرب بحمرة"، والإمام علي (عليه السلام): وُصف بأنه أبيض مشرب بحمرة،والإمام الحسين (عليه السلام)وُصف بأنه شديد البياض مشربًا بحمرة، والإمام زين العابدين (عليه السلام) وُصف بأنه قمحي اللون. هذه الأوصاف لا تعني أنهم كانوا بيضاً ناصعين بشكل مطلق، بل يشير إلى لون معتدل يميل إلى الإمالة اللطيفة، وليس إلى السواد أو السمرة الداكنة. لكن، هل كان هناك منهم من هو أسمر أو أسود؟ لا تُذكر روايات صريحة تُشير إلى أن أحد الأئمة المعصومين كان ذا بشرة سمراء داكنة أو سوداء. الأوصاف التي وردت كانت ضمن نطاق "الأبيض المشرب بحمرة" أو "القمحي". هل هذا يعني أن البياض أحب إلى الله؟ لا يمكن استنتاج أن "البياض أحب إلى الله من السواد" من خلال لون بشرة أهل البيت (عليهم السلام)، وانّ هذا التفكير يتعارض مع جوهر الإسلام الذي يدعو إلى المساواة بين البشر بغض النظر عن ألوانهم أو أعراقهم. القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يؤكدان على أن التفاضل بين الناس يكون بـالتقوى والعمل الصالح، وليس باللون أو النسب. الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. (الحجرات،13) والمعروف من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يرفع من شأن الصحابة من ذوي البشرة السمراء، مثل بلال بن رباح الحبشي، الذي كان مؤذنًا للنبي (صلى الله عليه وآله) ويُكنى بـ "سيد المؤذنين"، وكذلك لقمان الحكيم الذي كان حكيمًا ذا بشرة سمراء وذُكر في القرآن الكريم بسورة باسمه. إن اختيار الله تعالى لألوان بشرة الأنبياء والأئمة لا يعني تفضيلًا للون معين، بل هو جزء من خلقه وتدبيره الذي لا يُسأل عنه، والله يخلق ما يشاء كيفما يشاء. الجمال في الإسلام ليس محصورًا في لون معين، وإنما هو في كمال الخَلق وحسن الخُلق. فالبياض أو السمرة أو أي لون بشرة آخر هو من آيات الله في الخلق، ولا يحمل أي دلالة على الأفضلية أو النقص. ودمتم في رعاية الله وحفظه