logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 23 سنة ) - العراق
منذ شهر

شخصية كيان الفارسي في المختار

السلام عليكم هل شخصية كيان الفارسي الموجودة في مسلسل المختار الثقفي شخصية حقيقية موجودة فعلاً وهل فعلاً انه من قتل الشمر بن ذي الجوشن؟


السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، أنّ كيان أو كيسان أبو عمرةَ، شخصيّةٌ حقيقيّةٌ وردَ ذكرُها في التّاريخِ في الحوادثِ التي رافقتْ ظهورَ حركةِ المختارِ وثورتهِ في الأخذِ بثأرِ الإمام الحسينِ (عليهِ السّلام)، فقد ذكرَ الطبريُّ في تاريخهِ،ج4،ص509 في حوادثِ سنةِ (66هـ): "وأصابَ المختارُ تسعةَ آلافِ ألفٍ في بيتِ مالِ الكوفةِ فأعطى أصحابَهُ الذينَ قاتلَ بهم حينَ حصرَ إبنَ مطيعٍ في القصرِ وهم ثلاثةُ آلافٍ وثمانمائةِ رجلٍ كلَّ رجلٍ خمسمائةَ درهمٍ خمسمائةَ درهم وأعطى ستةَ آلافٍ من أصحابهِ أتوهُ بعدَ ما أحاطَ بالقصرِ فأقاموا معهُ تلكَ الليلةَ وتلكَ الثلاثةَ الأيّامِ حتّى دخلَ القصرَ مائتينِ مائتين وإستقبلَ النّاسَ بخيرٍ ومَنّاهمُ العدلَ وحسنَ السّيرةِ وأدنى الأشرافِ فكانوا جُلساءَهُ وحُدّاثَهُ وإستعملَ على شرطتهِ عبدَ اللهِ بنَ كاملٍ الشّاكري وعلى حرسهِ كيسانَ أبا عمرةَ مولى عرينةَ". وفي موردٍ آخرَ،ج4،ص531، يذكرُ الطبريُّ عن حركةِ المختارِ: "وبعثَ أبا عمرةَ صاحبَ حرسهِ فساروا حتْى أحاطوا بدارِ خولي بنِ يزيدٍ الأصبَحي وهوَ صاحبُ رأسِ الحسينِ الذي جاءَ به فاختَبى في مخرجهِ فأمرَ معاذُ أبا عمرةَ أنْ يطلبَهُ في الدّارِ فخرجتْ إمرأتهُ إليهم فقالوا لها أينَ زوجُكِ فقالتْ لا أدري أينَ هو وأشارتْ بيدِها إلى المخرجِ فدَخلوا فوجدوهُ قد وضعَ على رأسهِ قوصرةً فأخرجوهُ وكانَ المختارُ يَسيرُ بالكوفةِ ثمّ إنّهُ أقبلَ في أثرِ أصحابهِ وقد بعثَ أبو عمرةَ إليهِ رسولاً فإستقبلَ المختارُ الرّسولَ عندَ دارِ أبي بلالٍ ومعه إبنُ كاملٍ فأخبرهُ الخبرَ فأقبلَ المختارُ نحوَهم فإستقبلَ بهِ فرَدَدهُ حتّى قتلهُ إلى جانبِ أهلهِ ثم دعا بنارٍ فحرَقهُ ثمّ لم يبرَح حتّى عادَ رماداً ثمّ إنصرفَ عنهُ وكانتِ امرأتهُ من حضرتْ موتهُ يُقالُ لها العيوفُ بنتُ مالكٍ بنِ نهارٍ بنِ عقرب وكانتْ نصبَتْ لهُ العداوةَ حينَ جاءَ برأسِ الحسين". وبنفسِ ما أفادَهُ الطبريُّ أفادهُ إبنُ الأثيرِ في تاريخهِ أيضاً (انظر الكاملَ في التّاريخ، ج٤، ص٢٢٧). وأيضاً ذكرهُ إبنُ كثيرٍ في كتابه البدايةِ والنّهاية، في أحداثِ حركةِ المختارِ وثورتهِ، قال: "وإذا سيّدهُ أبو عمرةَ أميرُ حرسِ المختارِ، وهو قد ركبَ في طلبِ شمر، فدلّهُ العلجُ على مكانهِ فقصدَهُ أبو عمرةَ، وقد أشارَ أصحابُ شمرٍ عليهِ أن يتحوّلَ من مكانهِ ذلكَ، فقال لهم: هذا كلّهُ فرقٌ منَ الكذّابِ، واللهِ لا أرتحلُ منْ ههنا إلى ثلاثةِ أيّامٍ حتّى أملأ قلوبَهُم رُعباً فلمّا كانَ اللّيلُ كابسَهُم أبو عمرةَ في الخيلِ فأعجلَهُم أنْ يَركبوا أو يلبسوا أسلحَتهم". فهذهِ هيَ أهمُّ المصادرِ التّاريخيّةِ، والتي عليها المعتمدُ في توثيقِ الأحداثِ والأخبارِ تذكرُ شخصيّتهُ وتشيرُ إلى منصبهِ ودَورهِ في حركةِ المختارِ وثورتهِ التي ثارَ فيها طلباً لثأرِ الحسينِ (عليهِ السّلام)، فهو شخصيّةٌ حقيقيّةٌ لا شكّ في ذلكَ من هذهِ النّاحية. المصدر: [مركز الرصد العقائدي، التابع لقسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة]. ودُمتُم سالِمين.

1