السلام عليكم
هل فعلا لا يجوز ان الزوج ان يأخذ رأي زوجته في امور الحياة ؟
وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، إن العلاقة الزوجية في الإسلام، وفقًا لمذهب أهل البيت عليهم السلام، تقوم على المودة والرحمة والتفاهم، ومن أهم مظاهر ذلك المشاورة بين الزوجين في أمور الحياة المختلفة، ولا يوجد في الشريعة الإسلامية أي حرمة في أن يأخذ الزوج برأي زوجته، بل إن التشاور بينهما يكون استقرار الأسري والتفاهم المشترك.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَ تَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما} (البقرة: ٢٣٣)، مما يدل على أن التشاور بين الزوجين مطلوب حتى في الأمور المصيرية.
وأما الحديث المشهور "شاوروهن وخالفوهن"، فقد ثبت ضعفه سندًا، ولو سلمنا بصحته، فإن المقصود منه رفع توهم الحظر، أي أنه لا داعي لتوهم حرمة مشاورة النساء أو كراهة ذلك، فالمشاورة لا تعني لزوم الطاعة، بل يبقى الخيار للمستشير في الأخذ بالرأي أو تركه، سواء استشار الرجل رجلاً أم امرأة.
وبناءً على ذلك، فإن أخذ الزوج لرأي زوجته ليس حرامًا، بل هو أمرٌ جائز لما فيه من تعزيز التفاهم والتعاون بين الزوجين. وقد وردت رواياتٌ تشير إلى أن بعض النساء قد يكنَّ أكثر حكمةً ورجاحةً من الرجال في بعض الأمور، كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام،: " سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَ تَحُجُّ اَلْمَرْأَةُ عَنِ اَلرَّجُلِ قَالَ «نَعَمْ إِذَا كَانَتْ فَقِيهَةً مُسْلِمَةً وَ كَانَتْ قَدْ حَجَّتْ رُبَّ اِمْرَأَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَجُلٍ"،( تهذيب الأحکام ج ٥، ص ٤١٣)
نسأل الله أن يوفقك لكل خير ويبارك في علمك وعملك، وأن يسدد خطاك في خدمة الدين والعلم.
ودمتم في رعاية الله وحفظه