مشاعر القلق حول الالتزام الديني

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب أختي الكريمة، شعورك بالمسؤولية تجاه تطوير نفسكِ في علوم الدين يعكس إخلاصكِ وحرصكِ على التقرب إلى الله سبحانه وتعالى. لكن من المهم أن تعلمي أنّ الله عز وجل رحيم بعباده، وهو يعلم نواياهم وظروفهم. الالتزام بالواجبات وأداء المستحبات هو أمر عظيم، وهو بحد ذاته طريق للتقرب إلى الله تعالى. أما ترككِ للحوزة من أجل متابعة دورة تتعلق بمستقبلكِ، فهذا لا يعني أنك أهملتِ دينكِ أو أنّكِ ستُحاسبين على ذلك. كما أن تطوير العقيدة والثقافة الدينية لا يقتصر على الدراسة في الحوزة فقط، بل يمكن تحقيقه من خلال القراءة، الاستماع إلى الدروس، التأمل في القرآن الكريم، والتفاعل مع العلماء والمفكرين. المهم هو أن تبقي قلبك متصلاً بالله سبحانه وتسعي دائماً لفهم دينكِ بشكل أعمق. أما الشعور بالذنب، فهو طبيعي عندما يكون الإنسان حريصاً على رضا الله تعالى، لكنه لا ينبغي أن يتحول إلى إحباط أو قلق دائم. الله سبحانه وتعالى ينظر إلى نيتكِ وإلى سعيكِ، وليس فقط إلى الأشكال الظاهرة. ثقي أنّ الله عزوجل يعلم ما في قلبكِ، وهو أرحم بكِ من نفسكِ. استمري في طلب العلم بما يتيسر لكِ، واطلبي من الله سبحانه التوفيق والهداية، فهو لا يضيع أجر من أحسن عملاً.