سلام عليكم اني عمري 18 اني سرقت من اهلي دخلت علاقات سويت عادة سرية واريد اتوب لان متندمة وجنت طفلة واللة العظيم طفلة وبس اني بعائلتي هيج وبسبب اصدقاء سوء صار وياي هيج ف فدوة شسوي والله تعبت من ذنب اني بطلت اسرق من اهلي لان اهلي ممقصرين بشي وبطلت العلاقات بس عندي ذنب واريد ابلش من جديد واني ابن خالي معتدي علية وحجيت محد صدكني واني طفلة 9 سنوات هيج واللة جاي امووت الف موتة بليوم وهسه عندي غريزة بس اشوف قصص بس ماسوي شي ومبتعدة واني طالبة سادس شسوي اريد حياة صحية ترضي اهل البيت شسوي فدوة انصحونيي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، نشكر تواصلكم معنا في برنامجكم المجيب.
الحمد لله الذي أيقظ قلبك من الغفلة، وهيّأ لك سبيلاً للعودة إليه، واعلمي:
أولاً: باب التوبة مفتوح دائمًا:
بأن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، رحيم بعباده، ويحب التائبين، فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].
فما دمتِ قد أقلعتِ عن الذنوب، وندمتِ عليها، وعزمتِ على عدم الرجوع إليها، فهذه هي شروط التوبة التي يقبلها الله تعالى.
ثانياً: ابدئي من جديد بإرادة ونية صادقة:
اتركي الماضي وراء ظهرك، وركزي على إصلاح الحاضر وبناء المستقبل، ابتعدي عن كل ما يذكرك بالمعصية، سواء أصدقاء السوء أو القصص أو الصور، فهذه الأمور تُضعف الإرادة وتفتح أبواب الشيطان، واملئي وقتك بما يفيدك: كالاهتمام بالدراسة، قراءة القرآن، الصلاة في وقتها، وممارسة هوايات تحبينها.
اهتمي بصحتك النفسية والجسدية، واطلبي المساعدة من أشخاص ثقات إن احتجتِ لذلك، فتعرضك للتحرش في الطفولة ليس ذنبك، بل هو ابتلاء يحتاج للعلاج والدعم، وليس عيبًا، والأفضل بأن تنسي الموضوع بالتمام لأنه ليس ذنبك.
ثالثاً: اسعي لإرضاء الله تعالى وأهل البيت (عليهم السلام):
فمن علامات التوبة الصادقة أن يكون في قلبك شوق لطاعة الله وأهل البيت (عليهم السلام)، وسيرتهم الطاهرة هي النور الذي نقتدي به.
- فقدروى عن مولانا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): "أَلا إِنَّ التَّوْبَةَ عَلَى أَرْبَعَةِ دُعَائِمَ: نَدَمٌ بِالْقَلْبِ، وَاسْتِغْفَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ، وَعَزْمٌ أَلَّا يَعُودَ." ( نهج البلاغة، الحكمة رقم 417) . فاجعلي هذا الحديث دليلكِ في التوبة:
رابعاً: لا تيأسي أبدًا:
مهما كان ماضيكِ مؤلمًا، فإن الله قادر على أن يبدله نورًا، كما قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَـٰلِحًا فَأُو۟لَـٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمْ حَسَنَـٰتٍ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًۭا رَّحِيمًۭا ﴾ [الفرقان: 70]. فالله لا ينظر إلى ماضي الإنسان مادام قد تاب منه، بل ينظر إلى قلبه ونيته، وإرادته في التغيير. وها أنتِ اليوم بدأتِ أول خطوة صحيحة.
فاستمري بالدعاء في كل سجدة أن يطهّر الله قلبك ويقوّي عزيمتك، وخصصي وقتًا يوميًا لقراءة القرآن، حتى لو صفحة واحدة، حافظي على الصلاة في أولوقتها، فهي أعظم حبل بينك وبين الله سبحانه وتعالى.
وتذكّري دائمًا: من سار على طريق التوبة بصدق، لن يُخيّبه الله تعالى أبدًا.
نسأل الله تعالى أن يثبتكِ على طريق الخير، وينير قلبك بنور الإيمان، ويجعلكِ من الصالحات التائبات المقبولات عنده، وتكوني سبب هداية لغيرك.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.