السلام عليكم
اني والدي شخص عصبي وهواي امور عنده غلط وبعيد عن الدين وايده طويلة على امي وبوقت العصبية انفعل بنفسي اتعارك وياه لو اريد ادعي عليه بس ميصير هم ابوي وهم ميجوز شرعا ورب العالمين وصانا بالوالدين ومن اريد اشكي الربي اكول ميصير واوصل مرحلة اريد اضرب نفسي لان مثل اكبت المي وماتحمل بنفس الوقت مو من نوع الي يضرب بالنهاية يارب لو اتعلم طريقة افرغ بيها قهري وعصبيتي بصورة صحيحة او حتلو طريقو اتخلص من عصبيتي
ثانيا والدي مانعني من النشر ومن تنزيل تطبيق الانستا واني كلش احب هذن الشغلتين+اني عندي هدف انشر محتوى مفيد فحاطة ابالي اذا مات ابوي او تزوجت وزوجي يقبل اسوي الشغلتين انزل التطبيق وانشر اسويهم لان كلش شغفي ومن تركتهم فقدت شغف بكلشي حرفيا مثل وردة وذبلت حتة مالي خلك اي شي شنو الحكم وجزاكم الله خير الجزاء شكرا
وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
أهلاً بكِ أبنتي الكريمة، وأسأل الله أن يرفع عنكِ ما تمرين به من ضيق وقهر، وأن يلهمكِ الصبر والحكمة، ويجعل لكِ من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً. أتفهم تماماً حجم المعاناة التي تشعرين بها، خاصةً عندما يكون الأمر متعلقاً بالوالدين والعلاقات الأسرية التي تحمل في طياتها الكثير من التعقيدات والمشاعر المتضاربة.
ما تمرين به من إنفجار داخلي ورغبة في الرد أو الدعاء هو شعور طبيعي جداً لأي إنسان يتعرض للظلم أو القهر، خاصةً من أقرب الناس إليه. لكن تذكركِ لحقوق الوالدين في الشرع يدل على إيمانكِ وحكمتكِ، وهذا أمر عظيم يؤجر الله عليه اجراً كبيراً.
لقد عظّم الإسلام من شأن الوالدين، وأمر بالإحسان إليهما مهما بلغا من الظلم والجهل، فقال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: ٢٣). وقال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (لقمان،15).
ولكن هذا المقام لا يعني جواز الظلم ولا يُسقط مسؤولية الوالدين عن أفعالهما، ولا يجعل التجاوز على الأبناء مباحًا أو مسكوتًا عنه، فالشرع لا يُبيح الإيذاء مطلقًا.
وللتخلص من عصبيتكِ في اجواء المشكلة باللجوء إلى الله بالدعاء والذكر هذا هو الملاذ الأول والأخير. عندما تشعرين بالضيق الشديد الجئي إلى الله سبحانه وتعالى، وادعي لوالدكِ بالهداية وصلاح الحال، فالدعاء بظهر الغيب مستجاب، وقد يكون سبباً في تغيير حاله، وادعي لنفسكِ بالصبر، السكينة، والقوة.
وبالنسبة لمنع والدكِ لكِ من النشر وتنزيل تطبيق إنستغرام، ورغبتكِ في النشر وتقديم محتوى مفيد، فالمسألة هنا تتداخل فيها عدة جوانب شرعية واجتماعية، واهمها طاعة الوالدين في الإسلام، فطاعة الوالدين واجبة في غير معصية الله. إذا كان منع والدكِ لكِ من باب خوفه عليكِ، أو من باب حماية خصوصيتكِ أو سمعتكِ، أو من باب اعتقاده بأن هذه التطبيقات ليست مناسبة لكِ، فإن طاعته هنا تكون واجبة شرعاً، حتى لو كان السبب في نظركِ غير مبرر تماماً أو كنتِ ترين أنكِ تستطيعين إدارة الأمر بمسؤولية.
وما تفكرين فيه من النشر بعد زواجكِ (بموافقة الزوج) هو أمر جائز شرعاً، ولا إثم عليكِ فيه. فالوالد له ولاية عليكِ ما دمتِ تحت رعايته، وبعد الزواج تنتقل الولاية لزوجكِ الذي تكونين طاعته واجبة، إذا وافق على أمر مباح فلا حرج عليكِ.
أدعو الله أن يفرج همكِ، وأن يهدي والدكِ، وأن يفتح لكِ أبواب الخير حيثما كنتِ. لا تفقدي الأمل، فبعد العسر يسر، وبعد الشدة رخاء، والله سبحانه وتعالى لا ينسى أحداً. كوني قوية ومؤمنة، واعلمي أن كل ما تمرين به هو اختبار من الله عز وجل يرفع به درجاتكِ ويصقل به شخصيتكِ.
ونسأل الله تعالى أن يُفرّج كربتكم، ويهدي والدكم، ويكتب لكم في هذه المحنة أجر الصابرين، ويجعلها سببًا في رفعتكم في الدنيا والآخرة.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.