logo-img
السیاسات و الشروط
هاشم الشهولي ( 19 سنة ) - اليمن
منذ شهرين

أهمية سلمان الفارسي في تاريخ الإسلام وعلاقته بآل البيت

ماقصه سلمان الفارسي ولماذا قال رسول الله صل الله عليه وسلم سلمان منا آل البيت


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، سلمان الفارسيّ، هو: أبو عبد الله، مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويُعرف ‏بسلمان ‏الخير. وكان أصله من فارس من رام هرمز من قرية يقال لها (جي)، وكان أوّل ‏الأركان ‏الأربعة، وهو المُفتخر بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «سلمان منّا أهل ‏البيت». ‏وهو من الذين قال النبيّ (صلى الله عليه وآله)، في حقّهم: «إنّ الله أمرني ‏بحبّ ‏أربعةٍ…»، منهم سلمان، وهو في الدرجة العاشرة من الإيمان. أسلم سلمان في السنة الأولى، وبالتحديد في شهر جمادى الأولى. عُدّ في بعض الروايات هو ‏وعليّ ‏‏(عليه السلام) من السابقين الأولين، كما قال ابن مردويه. وكان سلمان قد عرف أنّ نبيًّا ‏سيخرج، ‏وأنّه لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وبين كتفيه خاتم النبوة، فحينما التقى بالنبي (صلى ‏الله عليه ‏وآله) في قباء قدّم إليه رطبًا على أنّها صدقة، فرأى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد ‏أمر أصحابه بأن يأكلوا، ولم يأكل هو؛ لأنها صدقة. فعدّها سلمان واحدة. ‏ ثم التقى به (صلى الله عليه وآله) في المدينة، فقدم له رطبًا على أنّها هدية، فرأى أنّه ‏‏(صلى ‏الله عليه وآله) قد أكل منها هذه المرة … ثم التقى به (صلى الله عليه وآله) في ‏بقيع ‏الغرقد، وهو (صلى الله عليه وآله) في تشييع جنازة بعض أصحابه، فسلم عليه، ثم ‏استدار ‏خلفه؛ فكشف (صلى الله عليه وآله) له عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فانكب عليه يقبله، ‏ويبكي، ‏ثم أسلم، وأخبره بقصته. [يُنظر: سلمان الفارسي، للعاملي، ص35-36].‏ روى الطبراني في المعجم الكبير ج6،ص212، قال:(عن كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده، ‏أن ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من أحمر السبختين طرف بني حارثة عام ‏حزب ‏الأحزاب، حتى بلغ المذابح، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعًا، فاحتجّ المهاجرون والأنصار ‏في ‏سلمان الفارسي رحمه الله، وكان رجلًا قويًّا، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقالت ‏الأنصار: ‏سلمان منا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «‌سلمان ‌منا ‌أهل ‌البيت») لماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "سلمان منا آل البيت"؟ هذا القول لم يكن يعني أن سلمان أصبح من نسل النبي (صلى الله عليه آله) بالقرابة، لأن الاتصال النسبي لا يكون إلّا بأسبابه المعروفة، بل كان تكريمًا عظيمًا ورفعًا لمرتبنه ويحمل في طياته دلالات عميقة. جاء عن الشيخ الطوسي في التبيان،ج5،ص494: (قال النبي (صلى الله عليه وآله): «سلمان منا أهل البيت» ‏وإنما ‏أراد على ديننا) روى ابن سعد في الطبقات،ج4،ص494: (أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعًا، يعملون فيها، وكان سلمان قويًّا في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلمان منّا أهل البيت). وكانت لسلمان احتجاجات على القوم في هذا المجال، ويؤكد موقفه هذا كلمته المشهورة يوم السقيفة، حين أخبر بمبايعة الناس لأبي بكر، وهي قوله: «كرديد ونكرديد، بمعنى: فعلتم وما فعلتم»، وقد ذكرها المعتزلي في شرح النهج في أكثر من مورد كما ذكرها غيره، إلا أنّهم اختلفوا في تفسيرها. [يُنظر: نفس الرحمن في فضائل سلمان، للنوري ، ص 148]. وقال السيد مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ، ج1، ص143 : (إنّ مراد سلمان واضح، بل صرّح به هو حيث قال مخاطبًا الصحابة: أصبتم الخير، ولكن أخطأتم المعدن. وفي روايةٍ أخرى: أصبتم ذا السِّن منكم، ولكنْ أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم اثنان ولأكلتموها رغدًا). وروى البلاذري في أنسابه،ج1،ص591: أن سلمان الفارسي بعد أحداث السقيفة قال: (لو بايعوا عليًّا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). باختصار، قصة سلمان الفارسي هي قصة رجل يبحث عن الحقيقة بصدق وإخلاص، وقد وجدها في الإسلام، ونال بصدقه هذا منزلة لم ينلها كثيرون، حتى جعله النبي (صلى الله عليه وآله) في مرتبة أهل بيته الأطهار. ودمتم في رعاية الله وحفظه