logo-img
السیاسات و الشروط
layla ( 31 سنة ) - السعودية
منذ 5 أيام

تبديل صيغ الاستغفار

سلام عليكم هل ينفع تبديل صيغ الاستغفار من اتوب اليه الى اسأله التوبه مثلا ذكر استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم ......وجرمي واسرافي على نفسي (واتوب اليه) الى (واسأله التوبه) وهل سأحصل الاجر؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب. ابنتي الكريمة، رُوي هذا الاستغفار عن الصادق (عليه السلام): «من قال كل يومٍ أربع مائة مرة، مدة شهرين متتابعين: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم، الحي القيوم، بديع السماوات والأرض، من جميع جرمي وظلمي وإسرافي على نفسي، وأتوب إليه، رُزق كنزًا من علم أو كنزًا من مال»(١). وقد وردت عبارة (أسأله التوبة) في بعض الاستغفارات، فقد رُوي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: «من قال في كل يومٍ من شعبان سبعين مرة: أستغفر الله وأسأله التوبة، كتب الله تعالى له براءة من النار، وجوازًا على الصراط، وأدخله دار القرار» (٢). فمن حيث الجواز، يجوز وصحيح، ويكتب لك اجر وثواب، ولكن، ابنتي الكريمة، يجب أن نعلم أن لكل كلمة عند المعصوم (عليهم السلام) أثرها في الدعاء؛ ولهذا كان المعصومون (عليهم السلام) دقيقين في اختيار الألفاظ، ولهم أسرارهم في ذلك، والاجر المنشود، هو على الهيئة التي ذكرها المعصوم(عليه السلام). وقد ورد عنهم أنهم لم يقبلوا إضافة أو تغيير ألفاظ الأدعية المأثورة، حتى لو كانت صحيحة في ذاتها؛ لأن لكل تركيب أثره الخاص. فقد رُوي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «ستصيبكم شبهة، فتبقون بلا علم يُرى، ولا إمام هدى، لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق». قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: «تقول: يا الله، يا رحمان، يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك». قلت: يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلبي على دينك. فقال: «إن الله (عز وجل) مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»(٣). فهذا يدل على أن الأدعية المأثورة عن الأئمة (عليهم السلام) لها خصوصية في تركيبها تؤثر أثرها، وإن كان يجوز التغيير في بعض الألفاظ، إلا أنه لا يجوز نسبة الدعاء إلى المعصوم (عليه السلام) بعد التغيير؛ لأنه لم يقله بهذه الصيغة. دمتم في رعاية الله وحفظه ………………………………….. ١- جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية (المصباح)، ج ١، ص ٦٣. ٢- عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج ٢، ص ٥٧. ٣- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٤٩.

1