وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب.
ابنتي الكريمة، إذا كان هذا الحب مع شخص أجنبي ومن دون مبرر شرعي، فلا يجوز شرعًا إظهار الحب للشخص الأجنبي، فهو من المحرمات التي يجب تركها، والمبادرة إلى التوبة منها فورًا. فمثل هذه الأمور عادةً ما تجر إلى عواقب يصعب الخلاص منها، إذ إن الإنسان بطبعه إذا كان اهتمامه بشخصٍ ما، فإنه يكون دائم الذكر له. وتدريجيًا، كلما زاد هذا الارتباط، قويت العلاقة، حتى قد يُوقِع الإنسان في مصائب وويلات، وما يترتب عليها من آثار شرعية محرمة ونفسية مؤلمة.
أما إذا كان ذلك بعد الخطبة الشرعية، وبعد حصول بعض الأسباب التي تؤدي إلى فسخ هذه الخطوبة مثلًا، فإن الإنسان يحتاج إلى مدة من الزمن حتى يتمكن من نسيان الأمر، وهذا أمر طبيعي في النفس الإنسانية.
ومن أهم أسباب حصول النسيان عند الإنسان: قلة الاهتمام، أي الخروج من إطار التفكير في ذلك الأمر، والغفلة، والتغافل، والانشغال عنه شيئًا فشيئًا، حتى يحصل النسيان تدريجيًا.
وقد ذكرت بعض الطرق التي تساعد على تخفيف الضغط عن النفس، وتساعد على نسيان الأمر، أو على عدم تأثر النفس به تأثرًا بالغًا، ومنها:
١- أن ينشغل الإنسان ببعض الأعمال النافعة، والمواهب المباحة، والأنشطة الشرعية الصحيحة، سواء كانت أمورًا دنيوية أو أخروية.
٢- الذكر الإلهي، أو ذكر أهل البيت (عليهم السلام) من خلال زيارتهم مثلًا؛ حيث يوجب ذلك الاطمئنان والسعادة الروحية. قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: ٢٨).
٣- تذكير النفس بأن هذه الأمور أو بعض الأمور جزءٌ من قضاء الله وقدره، وأن الله يختار لعبده ما هو خير له، ولو لم يدرك الحكمة في الوقت الحالي. قال تعالى: {وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة: ٢١٦).
دمتم في رعاية الله وحفظه