تأثير الابتعاد عن العائلة في سن المراهقة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، في الإسلام علاقة الإنسان بعائلته وخاصة الوالدين والأخوة لها مكانة عظيمة، وقد أمرنا الله تعالى بالإحسان إليهم وضرورة صلة الرحم وعدم القطيعة، كما في قوله تعالى: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" (العنكبوت: 8). الابتعاد التام وقطع التواصل مع عائلتك غير جائز، نعم يمكنكِ عدم التحدث بما يؤذيكِ ويضركِ . ولا يجوز قطع صلة الرحم معهم ولو من خلال السؤال عنهم وتفقد أحوالهم. شعوركِ بالضغط مفهوم في هذا العمر، كثير من المراهقين يمرون بفترات صعبة، وقد تحتاجين إلى وقت خاص أو مساحة شخصية، وهذا من حقكِ لكن بدون قطيعة أو جفاء، ويمكنكِ أن تعبري عن احتياجكِ لوقت خاص بلطف وبدون إيذاء مشاعرهم، وتحاولي أن توضحي لهم أسباب مشاعركِ بطريقة محترمة، وأما ترك المصروف أو الطعام من باب العناد أو إثبات الذات فهذا قد يزيد المشاكل، ويضركِ صحيًا ولن يكون فيه حل للمشكلة. أنصحكِ بالحوار الهادئ مع أسرتكِ، وإن وجدتِ صعوبة استعيني بشخص ناضج ومقرب ليكون وسيطًا بينكم، وفي سنكِ ما زلت بحاجة لدعم الأسرة، ولا أنصحكِ بالانعزال أو القطيعة، لأن هذا قد يؤدي إلى شعوركِ بالوحدة أو الضعف. اسألي الله أن يصلح حالكِ وعلاقتكِ بعائلتكِ، وكوني دائمًا لطيفة وصابرة فهذا أقرب إلى ما يرضي الله تعالى. دمتم بحفظ الله ورعايته.