logo-img
السیاسات و الشروط
محمد خليل ( 23 سنة ) - العراق
منذ شهر

حكمة الله في حماية بيته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لماذا لم يعصم الله بيته الحرام عن عوامل الاندثار الطبيعية كالسيول وغيرها مع أنه عصمه عن سيل النبي نوح عليه السلام؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب أولاً: أنّ الكعبة المشرفة هُدمت بفعل سيول الطوفان الذي حصل أيام نبي الله نوح (عليه السلام) ولم يبق منها إلا القواعد التي غطتها الرمال والحصى، ثم جدد بناءها ورفع القواعد فيها إبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل (عليه السلام) كما هو المستفاد من قوله تعالى: (( وَإذ يَرَفع إبرَاهيم القَوَاعدَ منَ البَيت وَإسمَاعيل )) (البقرة:127). ثانياً: ينبغي التمييز بين الإرادة الشرعية والإرادة التكوينية: الله سبحانه شرّف بيته الحرام وجعله مثابة للناس وأمناً، لكن هذا لا يعني أنه لن يتعرض للعوامل الطبيعية. فالإرادة الشرعية تقتضي تعظيم البيت وحفظه، بينما الإرادة التكوينية تسمح بوقوع أحداث طبيعية جرياً على السنن الطبيعية، وكاختبار للناس وابتلاء لهم. ثالثاً: الفرق بين الحماية الإلهية من التحدي المباشر والحماية من العوامل الطبيعية: في حادثة أصحاب الفيل -مثلاً- كان هناك تحدٍّ مباشر لبيت الله تعالى، حيث أراد أبرهة هدمه ليحلّ محلّه مركز ديني آخر، فكانت الحماية الإلهية واضحة. أما السيول والعوامل الطبيعية، فهي جزء من سنن الكون التي تسري على جميع الأماكن، بما فيها الكعبة المشرفة. وفقكم الله تعالى لكل خير .