logo-img
السیاسات و الشروط
Mr.mortada ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

عدم استجابة الدعاء على الرغم من الإلحاح بالدعاء

السلام عليكم ورحمة الله انا لدي حاجة لله سباحنه و تعالى لا يعلم بها احد و لحيت بالدعاء و أكثرت من دعاء الفرج و ابتعدت عن الذنوب و تبت من ذنوب كنت اعملها و عملت الكثير من الأعمال ل قضاء هذه الحاجة و لكن مع ذلك لا أجد أي علامة على قضاء حاجتي و عندما اقوم ب أعمال ل رؤية اهل البيت ( عليهم السلام) في المنام ف إني لا أراهم و مهما عملت و مهما استغاثيت و سويت أعمال لا أجد أي إجابة ما السبب هل هناك خطأ انا اعمله او ذنب لم يغفره الله لي لأنني في حيرة كبيرة و اتمنى ان تدعون لي ب قضاء حاجتي و شكرا لكم


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، قضى الله حاجتك بحق محمد وآل محمد، وبارك الله فيك بتوبتك ورجوعك إلى الطريق الصحيح، وجعل توبتك مقبولة عنده تعالى، إن شاء الله. أولًا: ولدي، كل إنسان في هذه الحياة يمر بابتلاءات يعاني منها، وتختلف كثيرًا من شخص إلى آخر. وهذه هي طبيعة الدنيا، فلا راحة تامة فيها، ولا تسير دائمًا على ما يهوى الإنسان. لكن تبقى عند الإنسان أصول اعتقادية يؤمن بها، وهي التي تعطيه الدافع لمواصلة الحياة، وتمنحه الاطمئنان القلبي في ظل الإيمان بها. وهذه الأصول الاعتقادية كلما كان الدليل عليها متينًا قويًّا، كان القلب أكثر طمأنينة، مما يُهوِّن البلاء والمصائب عند وقوعها. نلاحظ قول الإمام الحسين (عليه السلام): «هون عليَّ ما نزل بي أنه بعين الله»(١). فاليقين بالله تعالى خفف عن الإمام (عليه السلام) عظيم البلاء والمصائب التي نزلت به. وكذلك نحن، فإن يقيننا بالله تعالى، ويقيننا بالأئمة (عليهم السلام)، يورثان اطمئنانًا قلبيًّا يُغنينا عن الحاجة لرؤيتهم، وإن كان القلب يشتاق إليهم ويهفو لرؤيتهم. وفي زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام): «أشهد أنك تشهد مقامي، وتسمع كلامي، وترد سلامي، فالسلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك ورحمة الله وبركاته»(٢). فهذا اليقين بأهل البيت (عليهم السلام)، المبني على الدليل القاطع الثابت، يخفف ألم الاشتياق لهم، فنحدّثهم وندعوهم ونتقرب بهم إلى الله، ونسلم عليهم كما لو كانوا أمامنا. وهذا المعنى ما تتحدث عنه الرواية الواردة في الإيمان بصاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، حيث لا فرق بين الغيبة والظهور لمن آمن بالدليل الصحيح. عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: «تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة بعده. يا أبا خالد، إن أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته، المنتظرين لظهوره، أفضل أهل كل زمان؛ لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف. أولئك المخلصون حقًّا، وشيعتنا صدقًا، والدعاة إلى دين الله سرًّا وجهرًا»(٣). ثانيًا: في مسألة الدعاء: اعلم ولدي، أن الدعاء ليس مجرد وسيلة لتحقيق ما نريده فورًا، بل هو أعظم من ذلك؛ إنه وسيلة للتقرب إلى الله، والتسليم لحكمته ورحمته، التي قد لا ندركها في لحظتها. وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا بالطريقة التي نتوقعها؟ من أسباب تأخُّر الاستجابة: ١. حبًّا بسماع صوت الداعي: فقد ورد في الروايات أن الله تعالى يؤخّر الإجابة حبًّا لسماع صوت عبده، كما رُوي عن أبي جعفر (عليه السلام): «إن المؤمن يسأل الله (عز وجل) حاجة، فيؤخّر عنه تعجيل إجابته حبًّا لصوته واستماع نحيبه»(٤). ٢. تعظيمًا لأجر الداعي: روي عن الإمام علي (عليه السلام): «لا يقنطنّك إبطاء إجابته؛ فإن العطية على قدر النية، وربما أُخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل»(٥). ٣. دفع ما هو أعظم مما دُعي به: قال (عليه السلام): «وربما سألت شيئًا فلم تُؤتَه، وأُتيت خيرًا منه عاجلًا أو آجلًا، أو صُرف عنك لما هو خير لك. فلربّ أمر قد طلبته، وفيه هلاك دينك لو أُوتيته»(٦). ٤. الله يعلم ما لا نعلم: قد ندعو بشيء نراه خيرًا، وهو في الحقيقة شرٌّ لنا. قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: ٢١٦). ونقرأ في دعاء الافتتاح: «فإن أبطأ عنّي عَتبتُ بجهلي عليك، ولعلّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور». فمهما اشتد الألم، أو تأخرت الإجابة، فاعلم أن الله أرحم بك من نفسك، وأن لكل مصيبة أجرًا عظيمًا عنده، إن شاء الله. وأوصيك بالإلحاح في الدعاء؛ فإن له أثرًا كبيرًا في الاستجابة. فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إن الله (عز وجل) كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحب ذلك لنفسه. إن الله يحب أن يُسأل، ويُطلب ما عنده»(٧). ثالثًا: آداب الدعاء: ذكر علماؤنا الأبرار آدابًا للدعاء، وأولى الإمام الصادق (عليه السلام) أهمية خاصة لهذا الباب، لأنه من أنجع الوسائل في تهذيب النفوس، وربطها بالله تعالى. وقد أثر عنه الكثير من الأحاديث في فضل الدعاء، وآدابه، وأوقاته. نذكر منها ما يلي: المورد الأول: آداب لها مدخلية في استجابة الدعاء وسرعته: ١. التوجه إلى القبلة. ٢. الوضوء قبل الدعاء. ٣. الصدقة قبل الدعاء. ٤. الصلاة على محمد وآل محمد. ٥. الدعاء بإخلاص وخشوع. ٦. الدعاء تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو من المجربات لقضاء الحوائج، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مَن زاره عارفًا بحقه، كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ألا ومن زاره فقد زارني، ومن زارني فكأنما زار الله، وحقٌّ على الله ألّا يعذّبه بالنار، ألا وإن الإجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والأئمة من ولده»(٨). المورد الثاني: الدعاء العملي: رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر»(٩). أي أن الداعي الذي لا يعمل ولا يسعى، لا تُستجاب دعوته؛ ليس بخلاً من الله، حاشاه، وإنما لأنّ هذا الدعاء مرتبط بعمل الداعي وسعيه. وروي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): «من سأل الله التوفيق ولم يجتهد، فقد استهزأ بنفسه»(١٠). فبعض المطالب لا تُنال إلا بالدعاء المقترن بالسعي الجاد والعمل الصالح. فعلى الإنسان أن يضبط اعتقاده بالله تعالى، وألا يفتح الباب لوساوس الشيطان. فنتائج الأعمال بيد الله، ولكنها مرتبطة بسعينا وجهدنا. دمتم في رعاية الله وحفظه. ——————————————— ١- موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع)، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع)، ص ٥٧٣. ٢- التجلي الأعظم، سيد فاخر موسوي، ص ١٣٢. ٣- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٥٢، ص ١٢٢. ٤- الكافي، الشيخ الكليني، ج٢، ص٤٨٨. ٥- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج٢، ص٨٨٤. ٦- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج٢، ص٨٨٤. ٧- أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج٢، ص٤٧٥. ٨- تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، ج١٤، ص٤٥٢. ٩- وسائل الشيعة (آل البيت)، الحر العاملي، ج٧، ص١٤٥. ١٠- بحار الأنوار، ج٧٥، ص٣٥٦، ح١١.