logo-img
السیاسات و الشروط
Mustafa ( 25 سنة ) - العراق
منذ شهرين

التحديات في الحياة اليومية

السلام عليكم في ظل الفساد المنتشر في كل مكان، لا يوجد أثار للإسلام في الشوارع ولا تطبيق لأحكامه. على الرغم من محاولاتي للتوبة والعودة إلى الله، أجد صعوبة في مواجهة هذا العالم. أنا أمام خيارين: إما أن أعيش منعزلاً في ما تبقى من حياتي، أو أن أخرج إلى هذا العالم. من الصعب علي تحمل كل هذه المحرمات، سواء في الشوارع، أو المدارس، أو الجامعات، أو مواقع التواصل الاجتماعي.حتى الأمر بالمعروف، لا ينفع مع المجتمع لأنه يسبب المشاكل، ما الحل؟ أرجو أن تقدموا لي حلاً عملياً، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، نشكر تواصلكم معنا في برنامجكم المجيب. واعلم بأن ما تشعر به من ضيق وغربة في زمن كثرت فيه المعاصي وانطمست به معالم الدين، هو شعور نبيل ينبع من قلب حيّ يحب الله ويخشى معصيته. ولا شك أن التمسك بالإيمان وسط هذا الطوفان من المحرمات والتحديات ليس أمراً سهلاً، ولكن اعلم أن الله سبحانه يبتلي عباده ليختبر صدقهم وثباتهم، كما قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ [هود: 112]. الانعزال التام عن المجتمع ليس هو الحل الذي يدعو إليه الإسلام، بل المطلوب هو التوازن: أن تعيش في هذا العالم وأنت ثابت على دينك، صادق مع ربك، متحصن بالإيمان والعلم والعمل الصالح. الإسلام دين الحياة والتفاعل والعمل، لا دين الانسحاب والانزواء، لكنه في الوقت نفسه دين الحذر والتقوى. احرص ياولدي العزيز على ما يلي: 1. التمسك بمبادئ الدين، والقيام بالفرائض وترك المحرمات ما استطعت. 2. اختيار الصحبة الصالحة التي تُعينك على الاستقامة وتُذكّرك بالله. 3. الرفق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا تتصادم مع الناس إن لم يكن هناك تأثير، بل كن حكيماً، وانتقِ الوقت والمكان المناسبين. 4. الاستعانة بالدعاء والذكر وطلب الثبات، فهو سلاح المؤمن في مواجهة الفتن. واعلم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يُطلب منك أكثر مما تقدر عليه. ثبت نيتك، واجتهد في حدود طاقتك، وسيجعل الله لك نوراً تمشي به في الناس. ولا تنسَ أن الهداية بيد الله سبحانه وحده، كما قال عز من قائل: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾ [القصص: 56]، فاجعل قلبك معلقاً بالله، واسعَ إليه بقلب صادق، فإنه أرحم بك من نفسك. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: "ما يمنع المؤمن أن يخرج إلى السوق، فيصيب بها مالاً حلالاً، ينفق به على نفسه وأهله، ويتصدق منه، إن النبي صلى الله عليه وآله قال: العبادة سبعون جزءاً، أفضلها طلب الحلال." (الكافي، ج5، ص78 ) . وفي هذا الحديث الشريف دلالة واضحة على أن المؤمن لا يُطلب منه أن يعتزل الدنيا، بل يعيش فيها ملتزماً بالحلال، عاملاً بما يرضي الله، ويجعل من وجوده في المجتمع وسيلة لعبادة الله بنية صادقة وعمل صالح. - نسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويجعل لك في كل خطوة نوراً وهداية، وأن يؤنسك بقربه ويعينك على طريق الاستقامة، ودمتم في رعاية الله وحفظه.