logo-img
السیاسات و الشروط
سجاد ( 20 سنة ) - العراق
منذ أسبوع

فهم علاقة البلاء ومحبة الله للعباد غير الملتزمين

السلام عليكم نعرف ان الله اذا احب عبداً ابتلاه و لكن اذا كان العبد أصلاً قبل البلاء هو غير ملتزم هل يحبه الله؟ فاذا احبه كيف و هو عاصٍ له! ارجو ان توضحوا لي هذه المسألة جزاكم الله خيراً ووفقكم الله لخدمة الدين و المذهب


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب أخي الكريم، البلاء والفتنة من سنن الله في الأرض، فلا بُدّ من بلاء واختبار، وهذا هو شأن الحياة الدنيا التي خُلق الإنسان فيها ليُبتَلى، فهي دار ابتلاء وامتحان، وقد تعرَّضت جميع المجتمعات البشريَّة للامتحان عبر مراحل التاريخ، قال تعالى: {أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ}، (سورة العنكبوت، الآية 2 ـ 3)، وقال تعالى: {لَتُبْلَوُنّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ... المزید}(سورة آل عمران، الآية 186). فكل إنسان يبتلى، لكن ابتلاء الإنسان يكون وفقاً لرتبة الإنسان المعرفية والإيمانية، فيكون المؤمن الصالح عالي الرتبة أعلى بلاءً من غيره، ولا يكون الابتلاء بالشر فقط كما قد يُتوهم، بل قد يكون بالخير؛ لأنّ الابتلاء يُعرّف بأنّه: الاختبار والامتحان، والبلاء يكون في الخير والشر، كما قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء:35]؛ لذلك قيل: أنّ البلاء يكون حسناً ويكون سيئاً، وأصله المحنة والله عز وجل يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره. وكلَّما كان الإنسان أرفع مقاماً، كلَّما اشتدَّ عليه البلاء، فقد رُوي عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: ذُكِر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء، وما يخصُّ الله عزَّ وجلَّ به المؤمن، فقال: سُئل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) مَن أشدُّ الناس بلاء في الدنيا؟ فقال: النبيُّون ثمَّ الأمثل فالأمثل، ويَبْتلِي المؤمن بَعْدُ على قَدْر إيمانه، وحسن أعماله، فمن صحَّ إيمانه وحسن عمله، اشتدَّ بلاؤه، ومن سَخُف إيمانه وضَعُف عمله، قلَّ بلاؤه" (الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٢٥٢).