logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 21 سنة ) - العراق
منذ شهر

البحث عن الأمل في ظل الاكتئاب وفقدان الإيمان

السلام عليكم اعاني من اكتئاب حاد جدا ودمر حياتي وانا فشلت بحياتي لا دراسه ولا عمل ولا أصدقاء ولا أهل ولا حتى نفسي كلشي ماكو حرفيا دمار وصلت لمرحله أشك بوجود الله والأسلام اقول لماذا لا شفيني هل الإسلام خطأ بديت افكر اترك الصلاه و العباده وانتحر لا اؤمن بحياه بعد الموت ولكن متردد اريد اعرف هل انا مطرود من رحمه الله هل انتهت حياتي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب إن حالات الاكتئاب والضجر غير المعلومة الأسباب يكشف عن وجود هشاشة نفسية قد تكون لها أسباب بايلوجية أو بيئية ولاسيما في الزمان المعاصر الذي تطغى فيه الحضارة المادية والبعد عن الله سبحانه، فاذا كانت الحالة مستعصية فيمكنكم مراجعة الطبيب المختص في هذا المجال وأما لو كانت حالات نفسية يمكن السيطرة عليها فنذكر مجموعة نقاط تكون نافعة ان شاء الله: ١- اللجوء إلى الله تعالى والثقة به سبحانه قال تعالى (( الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَ اللَّـهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَ فَضْلاً وَ اللَّـهُ واسِعٌ عَلِيمٌ )) ( البقرة ، ٢٦٨ ) فالشيطان يعد الإنسان بكل ما يوجب القلق وانعدام الثقة بالله وظلامية المستقبل فالثقة بالله تعالى أمر عظيم وعلاج نافع للنفوس المؤمنة. وإياكم والتفكير السلبي والقناعة بأنكم في حالة سيئة بحيث لايمكنهم الخروج منها فإن هذا التفكير بحد ذاته مانع من موانع السعادة وعليكم مغادرته فورا فإن الدين جعل فقدان الأمل طريق للكفر بالله العظيم فلايوجد مؤمن بالله تعالى إلا وعنده أمل كبير قال تعالى (( وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّـهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ )) ( يوسف ، ٨٧ ). واعتبروا في قصة موسى عليه السلام عندما حاصره فرعون فيئس بنو إسرائيل من النجاة وأيقنوا بالهلاك، قال تعالى { فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى‏ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } فكان يقين موسى عليه السلام وثقته بالله سبحانه أنه قال {قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ }، وكان الله سبحانه عند حسن ظن عبده، فكانت النجدة الالهية حاضرة، { وَ أَنْجَيْنا مُوسى‏ وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ } ( طه، ٦١-٦٢ ، ٦٥ ) والقصص القرآني عبرة لنا في الحياة، فحاول أن يكون قلبك موسوعيا متعلقا بالله، وواثقا من النجاة وإن تأخرت الاستجابة. ٢- إن التفكير بوصلة مهمة في التعامل مع النفس فلابد من التفكير بصورة إيجابية ودفع كل وسواس شيطاني يدعو للتفكير السلبي وتجنبه قدر الامكان وبالتكرار يضعف باعث الشيطان ويتقوى باعث الرحمن، وخير معين على التفكير الإيجابي هو قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته والالتزام بورد يومي منه فهو خير شفاء للنفوس قال تعالى (( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) ( يونس ، ٥٧-٥٨ )، فالقرآن ليس دواء لما في النفوس بل هو شفاء أي أنه مضمون النتيجة لنفوس المؤمنين وكلما ارتبطتم بالقرآن أكثر سيزداد إيمانكم أكثر ان شاء الله ٣- عليكم بأن تشغلوا أوقات فراغكم بالأنشطة النافعة دينيا أو دنيويا وحبذا لو كان هناك نشاط جماعي مع الأسرة لتقوية أواصر المحبة بين أفراد الأسرة فإن فيه نفع عظيم للجميع وهو يعطي جرعات كبيرة من الأمل قد لا تعادلها كل علاجات الدنيا، فلا تتكاسل عن أي نشاط اجتماعي فإن الانزواء عن الآخرين يرسخ حالة الاكتئاب بشكل أكبر. ٤- أنت لازلت في مقتبل العمر، وفرص الحياة كثيرة ومتنوعة، فالفشل في الدراسة لا يعني نهاية الطريق، وليس هو الفشل في الحياة، فهناك أناس ناجحين في الدراسة لكنهم فاشلين في حياتهم، وهناك أناس فشلوا في الدراسة ولكنهم نجحوا في حياتهم، وهذه مسؤولية عليك أن تتحملها، وأن تخطط من جديد لمستقبلك، وتحاول أن تجد فرصة لحياة جديدة في العمل أو تعلم مهارات جديدة تفتح لك فرص في العمل في المستقبل، وحاول استشارة من تثق به من أصدقائك أو من تثق بخبرته في الحياة، ولا يجوز لك اليأس أبداً. تأمل هذا الكلام جيداً وحاول أن تبادر للعمل به ونسأل الله تعالى لك الصحة والسلامة والشفاء القريب العاجل.