عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
في المقام تحقيق وتفصيل، وإليك خلاصة الأمر:
في تفسير ما يُعرف بفرحة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أقوال:
الأول: إنّها (عليها السلام) فرحت لقتل الثاني.
ويستبعد أنْ يكون المراد ذلك؛ لأنَّ الثاني قُتِل كما هو المعروف في أواخر شهر ذي الحجة عام (23) هجرية.
الثاني: إنّه يوم مقتل عبيد الله بن زياد أو عمر بن سعد على يد المختار.
و هذا ليس بصحيح؛ لأنَّ ثورة المختار كانت في (13) ربيع الأول عام (66) هجرية، وقَتْل عمر بن سعد كان بعد ذلك ببضع شهور، وقتْل عبيد الله كان في معركة الخازر و كانت في شهر محرم عام ( 67 ) هجرية.
الثالث: إنّه فرحٌ بتباشير ثورة المختار لأنّه سيقتل قَتَلَة الأمام.
ويناقش:
إنّه يفترض أنَّ الفرح بالقتل الفعلي للقَتَلة أولى، والذي قلنا فيه إنّه لا يوافق اليوم المذكور .
الرابع: إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد أخبر الصدّيقة الزهراء (عليها السلام): إنَّ وفاته ستكون في شهر صفر، ولكنه لم يحدد في أية سنة، لذا كانت الصديقة تحزن كلما دخل شهر صفر عليها، فاذا انتهى تفرح؛ لأنّ هذا يعني انه قد مُدّ في عمر الرسول الأكرم إلى العام القادم، وهكذا .
و يرد عليه:
إنّه يفترض أنْ يكون فرحها (عليها السلام) في أول ربيع وليس في التاسع منه.
الخامس: إنَّ الرسول الأكرم كان قد حدّث الصديقة بحديث فبكت تارة وضحكت أخرى، وبكاؤها في المرة الأولى كان لأنّه (صلى الله عليه وآله) قد أعلمها بدنو أجله، وأمّا ضحكتها وفرحها في المرة الثانية فلأنّه أخبرها انّها أسرع أهل بيته لحوقاً به.
ولكن وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) كانت في اليوم الثامن والعشرين من صفر، ويفترض أنْ يكون الحديث سابقاً على ذلك لا بعده.
نعم إنْ أخذنا بالرأي الآخر القائل بأنَّ وفاة الرسول الأكرم كانت في (12) ربيع أنتفى هذا الإشكال.
و لكن يرد عليه ايضاً: إنَّ مثل ذلك لا يمكن وصفه بأنّه عيد.
السادس: وطرح بعض الفقهاء احتمالاً، وهو إنّه عيدٌ استحدثه بعض الشيعة في زمن الدولة البويهية.
ووجه تأسيسه: إنّ الشيعة يعيشون موسماً حزيناً طيلة شهري محرم وصفر كما هو معروف، ولذلك فقد أراد البعض أنْ يصطنع عيداً وفرحة بعد فترة الحزن، ولم يجعله في أول ربيع الأول لوجود ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في الثامن منه، فجُعِل في اليوم التاسع منه.
السابع: إنّها فرحت بتسلم الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) زمام الإمامة، كما أشير لذلك في مفاتيح الجنان.
فإنْ قلتَ: إنَّ التصدي للإمامة الفعلية انّما يكون في نفس اللحظة التي تنتقل فيها روح الإمام السابق الى بارئها، وقد عرجت روح الامام العسكري (عليه السلام) الى بارئها فجر يوم (8) ربيع الاول وليس يوم (9) منه.
فجوابه: إنّه ليس من المناسب الإحتفال في نفس يوم ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في الثامن منه، فجُعِل في اليوم التاسع منه.
وهذا أقرب الوجوه وأقلها إشكالاً.
وفقكم الله تعالى لكل خير .