أنا ضائع ومشتت بسبب مشاكل نفسية وذنوب كثيرة، خاصة ترك الصلاة لسنوات عديدة.حاولت التوبة والالتزام لكني لم أستمر وتركت الصلاة مرات كثيره.أصابني وسواس في الصلاة والوضوء، وأشعر أن أعمالي غير مقبولة،وهذا جعلني أترك الصلاة.
هل الله يتقبل مني رغم أنني أعود للذنب مرارًا، وعليّ قضاء صلوات كثيرة،وكلما تبت أخلف الوعد؟كيف أعرف أن الله يقبل أعمالي ويحبني؟
هذه السنة سأذهب للحج ونيتي بداية جديدة مع الله، لكن أخاف من الشك والشعور الذي ينتابني بأن عملي غير مقبول مما قد يجعلني أضيع هذه الفرصة وأعود لنقطة الصفر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
1- كل الذنوب يغفرها الله تعالى برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء، فإن تاب العبد توبة صادقة مخلصة مما صدر منه؛ وأدى ما في ذمته من تكاليف؛ فالمناسب هو حُسن الظن بالله تعالى بالبناء على غفرانه لذنبه، كما وعد سبحانه بقبول توبة من تاب إليه توبةً صادقةً؛ والله تعالى عند حُسن ظن عبده به، قال سبحانه: {قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم} . الزمر: ٥٣.
2- الإنسان قد يشعر بصعوبة الحياة بعد التوبة والرجوع إلى الله تعالى لكون نفسه قد اعتادت وتطبّعت على نسق معين متطابقاً مع أهوائه وميوله الباطنية؛ فبطبيعة الحال سيشعر بصعوبة وبألم عند مخالفة أهوائه و ميوله، لكن هذا لا يدوم طويلاً، بل سيزول مع استمرار مجاهدة ومخالفة النفس إلى أن تتحول نفسه إلى حال آخر، وتتطبع بأطباع أخرى حينئذٍ تتحول الطاعات إلى لذائذ، ومخالفات الأهواء إلى رغبة و نزعة؛ فعليكم بالصبر و الاستمرار في طريق الخير والصلاح ففيه خير الدنيا والآخرة.قال تعالى: {وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3) }
3- من طرق الشيطان الرجيم لمنع الإنسان من التوبة والاستغفار هي زرع اليأس في قلبه من رحمة الله تعالى، ومن طرقه بعد التوبة والاستغفار الوسوسة له بعدم قبول توبته وعدم قبول أعماله، فكونوا على حذر منه.
وفقكم الله تعالى لكل خير .