قرار إعادة السنة الدراسية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ليس من العقوق، نعم ينبغي توضيح أن ذلك لمصلحتك وفي عدم الإعادة ضياع لمستقبلك، وحرصك على شعور والديك دليل على حسن تربيتك وطيبة قلبك، ومن المعروف في الإسلام أنّ عقوق الوالدين هو الإساءة إليهـما أو عدم احترامهما أو إذلالهما عمدًا، وأن تحزن على مشاعر والدتك وتفكّر في رضاهما دليل على برّك وليس عقوقًا، ولكن المهم أن تبقى صادقًا معهما، لأن الكذب أو إخفاء الأمور المهمة عن الأهل قد يسبب لهم ألَماً أكبر لو عرفوا متأخراً، ولذلك من الأفضل أن تحدث والدتك ووالدك بكل هدوء وصراحة عن وضعك الحقيقي الدراسي وسبب قرارك بإعادة السنة، مع محاولة طمأنتهم أنك حريص على النجاح وستبذل جهدك لتحسين مستواك. اختيار الوقت المناسب للحديث— قبل الامتحانات أو بعدها—يتعلق بظروفك وطباع الأسرة، لكن غالباً الصراحة المبكرة أفضل حتى تستغل دعمهم وتوجيههم، ولعلهم يفاجئونك بفهمهم أو يقدمون لك مساعدة لم تخطر على بالك، وأكّد لوالديك أنك لست مهملاً، بل تسعى للأفضل، وهذا القرار نابع من إحساسك بالمسؤولية وليس من فراغ أو كسل، والدعاء والتوكل على الله يعينك كثيراً، قال تعالى: "وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا". لا تيأس من رحمة الله، وفكّر جيداً بعلاقتك بأهلك ومستقبلك، وكن صادقًا وشجاعًا في اتخاذ القرار. وفقك الله لكل خير بحق النبي وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين).