logo-img
السیاسات و الشروط
TooT ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

تغير سلوك الأم بعد متابعة البثوث

امي قبل كانت متغلط على والدي ابدد ولا تفشر علينا بس صار ٤ سنوات تابع نسوان يفتحون بث على الفيسبوك ويغلطون ع ازواجهم واطفالهم وهي صارت تقلدهم بكلشي هذا شي زاعجني هواية وين اكو زوجة تغلط ع زوجها ابدد ممحسستني بحنانها ولازم كلامها يمشي علينا واذا ننطي رئينا بشيء تغلط وكدام الناس مسوية نفسها فقيرة وتحبنا وتحب بابا وهي حتى ع بابا تندعي ياجنة هاي الي تحت أقدام هيج ام شلون اتعامل وياها كمت مااتحمل اسمع صوتها


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة ابنتي الكريمة، نقدر ما تعانيه من ظروف، ولكن المؤمن لا يخلو من الابتلاء والامتحان وقد يكون ذلك لرفع درجة او لغفران ذنب أو لغاية أخرى مترتبة على ذلك الابتلاء، قال تعالى: ﴿ … قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ (النمل: ٤٠). وفي آية أخرى قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (الملك: ٢). روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «فيما أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): ما خلقت خلقاً أحب إليَّ من عبدي المؤمن، فإني إنما ابتليته لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي». إلى غير ذلك من الروايات الشريفة. والابتلاء على انحاء عدة فمرة يبتلى المؤمن بجسده ومرة يبتلى برزقه وأخرى بعدو أو جار سوء أو ولد عاق أو أبوين غير صالحين. والمؤمن عليه أن يعرف كيف يتعامل مع هذا النوع من الابتلاء أو ذاك. ومن أخطر انواع الابتلاءات حينما يبتلى المؤمن بوالدية أو احدهم، فعليه أن يعرف كيفية التعامل مع هذا النوع من الابتلاء، فإنه قد يقع في محذور آخر وهو العقوق. وقد امرنا الشارع المقدس بمراعاة حق الوالدين حيين أو ميتين، محسنين أو مسيئين، وحذرنا من الاساءة إليهما وأمرنا بالاحسان لهما. فقد جاء في الرواية عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) وقد سأله ابن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى، فقال (صلى اللّٰه عليه وآله): «الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين». ونصيحتي لكِ - ابنتي الكريمة - أن تغضي النظر عن بعض اخطائها وكأنكِ لا ترين منها خطأ تجاهكِ. وحاولي أن تكسبي ودها وتتقربي إليها بالكلمة الطيبة والهدية والسعي في قضاء حوائجها وعدم التركيز على الأخطاء، ومادمت تتقربين بالاحسان إليها وبرها إلى الله تعالى فلا يهمكِ إن أحسنت لكِ أو أساءت، فأنت ترجين الأجر والثناء منه تعالى. وتذكري- ابنتي- دوماً قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥)﴾. وقوله تعالى في سورة الزمر: ﴿ ... المزیدإِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠)﴾. كما أنه قد ورد النهي والتحذير من الجزع عند الابتلاء في الكتاب العزيز فقال تعالى في سورة المعارج: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢)﴾. وروي عن الإمام علي (عليه السلام): «إياك والجزع، فإنه يقطع الأمل، ويضعف العمل، ويورث الهم، واعلم أن المخرج في أمرين: ما كانت فيه حيلة فالاحتيال، وما لم تكن فيه حيلة فالاصطبار». ومادمت قد قمتِ بوظيفتكِ الشرعية تجاهها وهي البر بها والاحسان إليها فهذا عين التوفيق والصواب. زادك الله ايماناً وجعلك من البارين المحسنين. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.