تحديات تطبيق الأحكام الشرعية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، ما تشعرين به أمر طبيعي يمر به كثير من المؤمنين الذين يحرصون على رضى الله عزّ وجلّ. المعرفة بالحكم الشرعي شيء مهم، لكن التطبيق العملي يحتاج إلى تدريب للنفس وتهذيب مستمر. بالنسبة لموضوع الغيبة، من النافع أن تتذكري أن كل كلام يتضمن اظهار عيبة لاحد المؤمنين مستور عن السامع فهو غيبة، والأفضل إذا شككتِ في أمر أنه غيبة أو لا، أن تمتنعي عن الكلام فيه، لأن ترك الشبهة فيه احتياط لدينك. أما الأغاني، فاسمعي جيداً إلى حكمها الشرعي: ان الاستماع إليها هو محرم والمراد به هو الاصغاء اليه، وإذا لم تكوني واثقة من نوع ما تسمعين هل هو غناء أم لا فالأحوط اجتنابها أيضاً حتى لا تقعي في الحرام. وهذا ينطبق على أمور كثيرة في الدين: إذا شككتِ، فالأفضل أن تسألي من تثقين بعلمه، أو تحتاطي وتتركي الفعل حتى تتأكدي من جوازه. ما تمرين به لا يُعتبر وسوسة إذا كان حرصاً على معرفة الصح من الخطأ وتجنب المحرمات، ولكن إذا وصل الحد بكِ إلى الشك المُفرط بحيث تعجزين عن التصرف في أمورك اليومية أو تشعرين بالتعب النفسي الزائد، عندها قد يكون وسوسة ويحتاج إلى علاج وهو عدم الاهتمام به وجعلي ثقتك بالله تعالى وعدم التشدد المبالغ فيه. استمري بالسؤال والتعلم، ومع الوقت ستصبح لديك ملكة التمييز بفضل الله. اسألي الله دائماً أن يهديك للحق ويجنبك الحرام.