logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ شهر

مشاعر الأمومة قبل الإنجاب

بصراحة ما اعرف اذا يعتبر سؤال بس ضايعة انه طالبة،قبل فترة فجأة أثناء التفكير قبل النوم فكرت بأسم ابنتي المستقبلية ومنذ تلك اللحظة وانا متعلقة بها احس برابط قوي وايضا في الكثير من الاحيان افكر بها واحبها وانا لا اعلم متى سأتزوج او ارزق بطفل اصلا،اشعر ان هذا الامر غريب هل هنالك اشكال في العيش مع الطفل بالخيال والتفكير بالمستقبل وهو غير مؤكد لهذه الدرجة انا لا اعرف ماذا اسأل ولكن فقط لا استطيع التوقف عن التفكير انا فقط اشعر انني احترق شوقا لمقابلتها ولكنني خائفة ايضا من عدم زواجي او انجابي لبنت


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب مشاعرك طبيعية ولا يوجد إشكال شرعي أو أخلاقي في أن تحلمي وتتخيلي حياتك المستقبلية أو حتى أن تتعلقي بفكرة ابنتك القادمة، فهذه الأحاسيس جزء من الأمنيات الفطرية في قلب الإنسان، خصوصاً في فترة الشباب حيث تكون الأحلام عن المستقبل كثيرة. لكن ننصحك بعد التعلق بهذا الخيال، بل الحذر منهد وذلك لأسباب: ١- خطورة التعلّق بأوهام المستقبل: الإنشغال الزائد بالخيال، خصوصًا إن كان مبنيًا على شيء غير محقق أو مؤكد، كتصور إنجاب طفل معين أو التعلّق بصورة ذهنية عنه، قد يؤدي إلى: • الإحباط والقلق إن تأخر هذا الحدث أو لم يقع. • الإعراض عن الواقع والانفصال عن اللحظة الحاضرة. • توقعات مثالية تصطدم لاحقًا بطبيعة الحياة الواقعية. ٢- التوجيه القرآني في الإعتدال والتسليم: 1. التحذير من الركون إلى الأماني والآمال دون عمل: ﴿ تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [البقرة: 111]. الأماني دون العمل واليقين لا تُجدي، فلابد أن يُقرَن الرجاء بالسعي الواقعي والدعاء المشروع، لا بالخيال الذي يُعطّل القلب. 2. الدعاء لا يغني عن العمل والتوكل الحقيقي: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾ [لقمان: 34]، أن علم المستقبل خاص بالله تعالى، فلا ينبغي أن يتعلّق الإنسان بأمر غيبي كأنه واقع، بل عليه أن يتوكل على الله ويدعوه مع التسليم. ٣- روايات أهل البيت عليهم السلام حول الحذر من الغفلة والتوهم: 1. الإمام علي عليه السلام: «وَ لاَ يَغْلِبَنَّكُمْ فِيهَا اَلْأَمَلُ وَ لاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ فِيهَا اَلْأَمَدُ» ( نهج البلاغة: خطبة ٥٢)، الإفراط في الأمل – خصوصًا الموهوم – يُعمِي القلب عن الاستعداد، ويجعل النفس تغفل عن الواقع وعن رضا الله. 2. الإمام الصادق عليه السلام: «وكثرة الذكر بلا غفلة، فإن الغفلة مصطاد الشيطان، ورأس كل بلية، وسبب كل حجاب - الخ»[مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٨ - الصفحة ٦]، أي أن الإعتماد على هذه الأفكار تكن من شباك الشيطان،فإنه يُضعف النفس ويُطيل غفلتها عن الذكر والتوجه لله تعالى. دمتم في حفظ الله