السلام عليكم
كيف عرفت ام موسى الله سبحانه و تعالى حتى وصلت لدرجة التسليم و رمي ابنها في أليم على الرغم من معرفتها بوجود حاكم ظالم مثل فرعون
كيف أصبحت امًا لنبي ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب
بالنسبة لأمّ موسى، فهي ليست امرأة عادية، وقد رفع الله شأنها وذكر قصتها في القرآن الكريم لأسباب عظيمة، منها تعليمنا معنى التوكل الحقيقي والتسليم لأمر الله.
كيف عرفت الله سبحانه وتعالى؟
القرآن الكريم لم يذكر اسم أم موسى صراحة، لكن وصفها بأنها امرأة أوحى الله إليها: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}( القصص:7). الوحي هنا ليس وحي النبوة، بل وحي إلهام وتثبيت من الله، كما يُلهَم الصالحون. وهذا الوحي لا يكون إلا لمن كان قلبه مستعدًا ومتعلقًا بالله. فالله يصطفي من عباده من امتلأ قلبه إيمانًا وتقوى، كما قال تعالى عن مريم: {إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين}( ٱل عمران:٤٢).
فأم موسى كانت امرأة مؤمنة موحدة، ذات يقين، قريبة من الله، صابرة على البلاء، فاستحقت أن يلهمها الله بهذا العمل العظيم.
كيف وصلت إلى درجة التسليم بإلقاء ابنها في اليمّ؟
هذا الأمر كان فوق طاقة أي أم بشرية، لكن الله قال: {فأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ... المزید ولا تخافي ولا تحزني}. ثم قال بعدها: {ولِتُصنَعَ على عيني}. أي أن الله ربّى موسى وأعده ليكون نبيًا منذ لحظات ولادته، وبدأ ذلك من أمّه، بأن ملأ قلبها يقينًا وثقة بالله، ثم أتمّ ذلك بقوله: {إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} فهي قد تلقت وعدًا ربانيًا مباشرًا، وصدّقت الوعد، فسُلّمت لله.
ولذلك لما أخذوا موسى، قال تعالى: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا، إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين}( القصص:١٠). أي أن الله ربط على قلبها وثبّتها، فهي كانت بشرًا تشعر بالخوف، لكن الله تولّى تقويتها.
كيف أصبحت أمًا لنبي؟
الله سبحانه يختار لأنبيائه بيئة صالحة ونفوسًا طاهرة. ليست النبوة فقط عطاءً إلهيًا للأنبياء، بل هي أيضًا كرامةٌ عظيمة لآبائهم وأمهاتهم. فكما اختار الله آمنة بنت وهب أمًا لسيدنا محمد، وحَنَّة أمًا لسيدتنا مريم، كذلك اختار أم موسى لتربي نبيًا يُكلّمه الله ويكلمه. فهي لم تصبح أمًا لنبي بمحض الصدفة، بل:
١- كانت مؤمنة، طاهرة، صابرة.
٢- كان قلبها متعلقًا بالله.
٣- ابتليت، فصبرت، ثم فوضت أمرها لله.
٤- فاستحقت أن تكون وسيلة لحفظ نبي وتربيته.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.