عندي مشكله وأرجو ان تساعدوني
انا عندي أصدقاء من المدرسة هذي الفتره بدأت اكرههم وبدأت افكر انهي علاقتي معهم لأني لا أشعر بإرتياح معهم، فماذا تنصحوني؟ و ماقول الأئمة في هذه المسائل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، شعورك بعدم الارتياح مع بعض الأصدقاء أمر طبيعي، يمر به الكثير من الناس، خاصة مع مرور الوقت وتغيّر الاهتمامات ونضج التفكير. فالصداقة في الإسلام لا تقوم فقط على المعرفة أو العِشرة، بل تُبنى على المحبة في الله، والأخلاق الحسنة، والدعم في طاعة الله، والبعد عن المعاصي.
فإذا كان عدم ارتياحك ناتجًا عن سلوكيات غير جيدة من هؤلاء الأصدقاء، أو لأنهم يؤثرون سلبًا على دينك أو أخلاقك أو راحة بالك، فلا بأس أن تبتعد عنهم بهدوء، دون خصام أو إيذاء، لأن الصاحب قد يُعدي. قال الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾. (سورة الكهف: 28).
اختر لنفسك الصحبة التي تُعينك على طاعة الله، وتُشعرك بالطمأنينة، وتدفعك نحو الخير. أما إن كان الخلاف فقط في الطباع أو الأسلوب، دون أن يصدر منهم أذى أو سوء، فحاول تقبّل هذا الاختلاف، فلكل شخص طبيعته وظروفه، وقد لا تحتاج إلى قطع العلاقة كليًا، بل يكفي تقليل التواصل إن كان ذلك يريحك.
تذكّر أن قطع العلاقات بشكل مفاجئ أو دون مبرر واضح قد يترك أثرًا سلبيًا في نفسك وفي الآخرين، لذا كن متوازنًا وحكيمًا، واعمَل على أن تبقى علاقتك بالناس قائمة على الاحترام واللباقة، وإذا كان من الممكن بأن ترشدهم وتصلحهم إلى طريق الصلاح والإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة فهذا أكمل.
وفي هذا السياق، نُذكّرك بكلام مولانا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو من أبلغ ما قيل في الصداقة، حيث قال: "لا يكون الصديق صديقًا حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته." (نهج البلاغة، الحكمة رقم 134 ).
وعنه (عليه السلام): "إياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك." (نهج البلاغة، الحكمة رقم 38).
هذه الروايات تبيّن صفات الصديق الحقيقي الذي ينبغي مصاحبته، وتشير إلى خطورة مصاحبة من لا يملك حكمة أو خُلقًا حسنًا.
وأخيرًا، إن شعرت بالحيره فلا تتردد في الدعاء إلى الله بأن يرزقك الصحبة الصالحة، فإنه سبحانه سميع قريب.
نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويهديك لما فيه خيرك وسعادتك في الدنيا والآخرة.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.