السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب
سورة القصص من السور العظيمة التي تحكي جانبًا مهمًا من سيرة نبي الله موسى (عليه السلام)، وهي غنية بالعبر والدروس.
مكان نزولها:
مكية، أي نزلت قبل الهجرة، ما عدا الآيات (52-55) فهي مدنية على الأرجح.
سبب نزولها:
نزلت لتثبيت قلب النبي محمد (صلى الله عليه وآله) حين اشتد عليه أذى قريش، فقصت عليه قصة موسى (ع) وكيف نُصر بعد الابتلاء، لتكون تسلية وتطمينًا.
وقيل: إن الآيات الأخيرة منها نزلت ردًا على المشركين عندما طلبوا من النبي أن يجعل لهم بيتًا من ذهب، فأنزل الله قصص قارون ليُبين أن المال لا يعني شيئًا عند الله.
تفسيرها باختصار:
السورة تسير في ثلاثة محاور رئيسية:
أ. قصة موسى (عليه السلام):
من ولادته وإلقائه في اليم، ونشأته في قصر فرعون، ثم قتله للقبطي وخروجه من مصر، حتى وحي الله إليه وبعثته. يظهر في القصة كيف أن الله يدبر الأمور بحكمة، ويهيئ لنصر أوليائه حتى في أحلك الظروف.
ب. قصة قارون:
مثال على من أعطاه الله مالًا وعلما لكنه تكبر وبغى، فخسف الله به وبداره الأرض. فيها تحذير من الغرور والركون إلى الدنيا.
ج. تسلية للنبي (ص):
تذكير بأن الهداية بيد الله، وأنه كما نصر موسى سيُظهر نبيه على أعدائه، رغم مكرهم.
الحكم والإرشادات الإلهية في السورة:
1. التوكل على الله: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}، تدل على لطف الله الخفي في تدبير الأمور.
2. الصبر على البلاء: كما صبر موسى وتغرب وواجه الخوف، حتى جاءه الفرج والنبوة.
3. زوال الدنيا: قصة قارون فيها عبرة: لا تغتر بالمال أو القوة.
4. الاعتماد على الوحي لا على الحسب والنسب: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ... المزید}. فالهداية من الله وليست بالعاطفة أو النسب.
ماذا أستفيد من سورة القصص؟
١- أن الله يدبر للضعفاء حتى ينتصروا على الطغاة.
٢- أن الصبر والرضا يؤديان إلى العز والتمكين.
٣- أن المال والعلم الدنيوي قد يكونان سببًا للهلاك إن لم يُقترنا بالتقوى.
٤- أن الهداية نعمة عظيمة لا تُنال بالهوى بل بطلب الصدق مع الله.
٥- أن الله قد يُهيئ لك الخير من حيث لا تحتسب، كما فعل مع أم موسى.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.