تفاصيل حول وفاة النبي محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب أبنتي الكريمة، قال الإمام الحسن (عليه السلام): (والله إنّه لعهد عهده إلينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، أنّ هذا الامر يملكه إثنا عشر اماماً من ولد علي و فاطمة (عليهما السلام)، ما منّا إلّا مسموم أو مقتول). (كفاية الأثر،للخزاز القمي،ص330) وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما منّا إلّا مقتولٌ أو شهيد). (الفصول المهمّة،لابن الصبّاغ،ج2،ص1093) وقد اتّفق المسلمون من السنّة والشيعة على انّ النبي (صلّى الله عليه وآله) مات مسموماً، لكن السنّة يدّعون أنّه مات بسبب السمّ الذي دسّته المرأة اليهوديّة في ذراع أهدته إليه. (سنن أبي داود،ج2،ص369) وقد وردت في رواياتهم قوله (صلّى الله عليه وآله): ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السمّ ، رواه البخاري في صحيحه،ج5،ص137. لكن قصّة خيبر كانت في السنة الثامنة للهجرة، والنبي (صلّى الله عليه وآله) استشهد في أوائل السنة الحادية عشر للهجرة، ومن البعيد جدّاً أن يؤثر السم بعد سنتين. وأكثر وقد ورد في الروايات الواردة من طرق الشيعة والسنّة انّ الذراع أخبرته بأنّها مسمومة فلم يأكل منها، وأكل منها بعض أصحابه فمات فوراً. ولذلك يحتمل قويّاً ـ كما يظهر من بعض رواياتنا ـ انّه توفّي بسبب السمّ الذي دسّته إليه بعض أزواجه بعد واقعة الغدير بأمر من والديهما. وقد أشارت بعض روايات أهل السنّة إلى ذلك، حيث يستفاد منها انّ بعض أزواجه أجبرت النبي (صلّى الله عليه وآله) على شرب شيء كان النبي يمتنع من شربه. ففي صحيح البخاري،ج5،ص143: حدثنا عَليُّ حَدَّثَنا يَحْيى وَزادَ قالَت عائِشَةُ لَدَناهُ في مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشيرُ اِلَيْنا اَنْ لا تَلدُّوني فَقُلْنا كَراهيّةُ الْمَريضِ لِلدَّواءِ فَلَمَّا اَفاقَ قالَ اَلَمْ اَنْهكُمْ اَنْ تَلُدُّوني قُلْنا كَراهِيّةُ المَريضِ لِلدَّواءِ فَقالَ لا يَبْقى اَحَدٌ فِي الْبَيْتِ اِلّا لُدَّ وَاَنا اَنْظُرُ العَبّاسَ فَاِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ ـ وفي مسند أحمد : فإنَّه لم يَشْهَدْكُنَّ. ويظهر من ذلك انّ النبي (صلّى الله عليه وآله) اتّهم أزواجه بدسّ السمّ إليه، وإلّا لا معنى لقوله: لا يبقى أحد في البيت إلّا لدّ. أيام النبي الأخيرة وما قاله عمر بن الخطاب: و قد أراد النبي (صلى الله عليه وآله) ان يكتب للامة كتاباً يصرح فيه بخلافة علي بن ابي طالب (عليه السلام) من بعده فقال حينما أحس بقرب وفاته « ايتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً ». فقال عمر بن الخطاب «حسبنا كتاب الله»، فوقع الخلاف فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: « قوموا عني ». وقد علق ابن عباس على ذلك بقوله: « الرزية كل الرزية يوم الخميس حيث أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يكتب للامة كتاباً لا يضلون بعده أبداً لكن القوم منعوه من ذلك ». وهذا الحديث يرويه علماء أهل السنة حتى البخاري ومسلم في صحيحهما. أما سؤالكِ الثاني ارسليه بشكل مستقل حتى يسهل الاطلاع عليه وارشفته. ودمتم في رعاية الله وحفظه.