logo-img
السیاسات و الشروط
زينب علي ( 19 سنة ) - العراق
منذ شهر

مشاعر القسوة واللين في القلب

اني ما اعرف شنو يعني كره ولا اعرف شنو يعني حب ولا اعرف شنو يعني خشوع ولا الحقد ولا الاحتقار ما اعرف شنو يعني هالاشياء وشلون تصير داخل الانسان الاشياء الي تحزن الباقين ماتحزني البعض يكولون عني كلبي صخر حجاره ما احس بشي والحقيقه هاي اني هم اكول هيج بالفعل احس قلبي حجر بس ليش؟ اني انتبه لنفسي واحاسب نفسي على اي غلط ويكولون انو البكاء على الحسين عليه السلام يلين القلوب القاسيه اني ابكي وكذلك ابكي في ايامي من اغلط غلط واعرف هوه موزين ابكي ليش هيج گلبي قاسي شنو اسوي؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، كما أنّ الجسد يُصيبه المرض ويحتاج إلى العلاج، فالقلب أيضاً يُصيبه المرض ويحتاج إلى العلاج، مرض قسوة القلب أشدّ من مرض الجسد، فإذا أُصيب القلب بهذا المرض يبدأ بعدم تذوّق الدعاء، ولا يلتذ بقراءة القرآن، ولا يهتم بالنافلة وإذا سمع الموعظة ينفر منها كأنّها لا تعنيه ولا ترتبط به. وأما أسباب مرض القلب فمنها: السبب الأول: احتقار المعصية. كثير منّا إذا فعل ذنباً يعتبر نفسه لم يفعل شيئاً، ويعتبر هذا الفعل أمراً عابراً وغير ظاهر، فإذا استمع للغناء، أو أكل لحماً حراماً، أو نظر إلى امرأة أجنبية بشهوة، واستصغر ذلك الذنب ، فاستصغار هذا يؤدي به إلى قسوة القلب، فقد ورد عن علي (عليه السلام) قوله: ”أشدّ الذنوب ما استخفّ بها صاحبها“. السبب الثاني: ترادف الذنوب. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): ”إنّ العبد إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب انمحت، وإن عاد عادت حتى تغلب على قلبه، فلا يُفلح بعدها أبداً“. (المجلسي، بحار الأنوار:ج٧٠،ص٣٢٧). فالقلب بتراكم الذنوب يُصبح كالفحمة السوداء والقطعة من النار؛ لذا قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، (المطففين:آية١٤). السبب الثالث: مجالسة الموتى. قد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) حينما سُئل: ”مَن هم الموتى؟ قال: كل مترف ميت“.( المجلسي، بحار الأنوار:ج١٠٠،ص٢٤٢). والمترف: هو الذي يتحدّث عن أمور الدنيا وقضاياها فقط، فلا تسمع منه كلمة واحدة عن الآخرة والتوبة وذكر الله، والنصوص تعبّر عنه بالبطّال، كما ورد ذكرهم في دعاء أبي حمزة الثمالي: ”أو لعلّك رأيتني آلف مجالس البطّالين فبيني وبينهم خليتني“ أي: الإصرار على مجالسة أهل الدنيا. السبب الرابع: الاعتداء على الحُرمات. المؤمن له حرمة كما ورد في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ﴾، (الحجرات:آية١٢). الظن السيّئ بالمؤمن لا يجوز فكيف بالغيبة؟ أيرضى الإنسان أن يأكل لحماً نتناً؟ المؤمن هو مَن والى علياً فما دام هو متستر على عيوبه لا يجوز غيبته وهتك حرمته. السبب الخامس: أكل الطعام الحرام. فقد ورد عن الإمام الحسين مخاطباً أعداءه في كربلاء: " فَقَدْ مُلِئَتْ بُطُونُكُم مِنَ الحَرَامِ وطُبِعَ عَلى قُلُوبِكُم وَيْلَكُم…“.(المجلسي،بحار الأنوار:ج٤٥،ص٨). فأكل الحرام وملء البطون منه يولّد قساوة القلب وشدّته وهذا حال أعداء الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء. طرق العلاج. الطريق الأول: محاسبة النفس. مثل ما تحاسب شريكك في العمل المشترك بينكما، حاسب نفسك على الذنوب، قال النبي(صلى الله عليه وآله): ”حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوها قبل أن تُوزنوا“.(الريشهري،ميزان الحكمة:ج١،ص٦١٩). الطريق الثاني: الأجواء الروحية. نحن بعيدون عن الأجواء الروحية، فقد كانت المساجد عامرة بصلاة الجماعة والدعاء، أمّا الآن شبابنا ابتعدوا عن المساجد ولا يوجد فيها إلّا كبار السن، فهذا البعد يوجب الانغماس في الأجواء الشيطانية، فيحتاج الإنسان كل يوم أن يأخذ جوّاً روحياً بصلاة الجماعة والدعاء فإنّ صلاة الجماعة لها من الأجر الكبير؛ إذ تعدل صلاة الفرد بسبعة وعشرين درجة، وإذا زاد عدد الجماعة على عشرة فلا يُحصي ثوابها إلّا الله. الطريق الثالث: الخلوة. لماذا لا تخلو بنفسك؟ فدائماً تكوني مع غيرك سواء كانت صديقة ، أم غيرها ، أم أهلاً، حاولي في الأسبوع ولو لمرة واحدة تخلو بنفسك اجلسي في الظلام وعلى المصلّى هذه الخلوة تذكرك بالذنوب والخطايا والمعاصي فتجعلك تبادر للتوبة والإنابة، فالتوبة ضرورية لإصلاح النفس، فقد كان الإمام علي (عليه السلام) القائد العظيم يترك الجيش والقتال ويذهب للخلوة مع نفسه يقول ضرار بن ضمرة لقد رأيته ذات ليلة من لياليه وهو قابض على شيبته ويبكي بكاء الثكلى ويتململ تململ السليم ويقول: ”يا دنيا يا دنيا إليك عنّي، أبي تعرّضت أم إلي تشوّقت؟ لا حان حينك، هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير“.(المجلسي،بحار الأنوار:ج٤٠،ص٣٤٥). الطريق الرابع: الإقرار بالذنب. تقرّي بالذنب وأنت باكية متحسرة، فالبكاء ليس بعيب، فهو يغسل النفس، اجلسي على المصلّى وأقرّي بذنوبك تفصيلاً ببكاء وحسرة وندم، فالإمام زين العابدين (عليه السلام) يعلمنا من خلال أدعيته ومناجاته، بالأهوال العظيمة والأخطار الكبيرة التي تنتظرنا يوم القيامة؛ إذ كل نفس تأتي وتجادل، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، فكل عين باكية يومئذٍ إلّا ثلاث وهنّ: "عين بكت من خشية الله، وعين غضّت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله“. (الصدوق الخصال:ص٩٨). دمتم في رعاية الله.