تراجع المستوى الدراسي والضغوط النفسية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلًا وسهلًا بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، نسأل الله تعالى أن يوفقكِ في حياتكِ الاجتماعية والدراسية، ويبعد عنكِ كل سوء. لكن اعلمي أن الدعاء وحده لا يكفي دائمًا، فبعض أبواب التوفيق تحتاج إلى العمل والسعي مع الدعاء. الإنسان المؤمن يعتقد أن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن بيده التوفيق، لكنه سبحانه يقول في محكم كتابه: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ (النجم: ٣٩). وقد جاء في تفسير هذه الآية: السعي في الأصل معناه السير السريع، ويُستعمل غالبًا بمعنى الجِدّ والمثابرة، سواء في الخير أو الشر. والقرآن لا يقول: “إلا ما عمل”، بل قال: “إلا ما سعى”، وهذا يدل على أن الله تعالى ينظر إلى نية الإنسان وسعيه، لا فقط إلى النتائج. فمن نوى خيرًا وسعى إليه، أعطاه الله أجره حتى لو لم يصل إلى مراده، لأن الله يتقبل النيات والمقاصد، لا الأعمال المؤداة فقط. (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج ١٧، ص ٢٦١) ابنتي الكريمة، بعد هذا البيان، ضعي في اعتبارك الأمور التالية: ١- سعي الوالدين وتوفيرهُما لبيئة صالحة، عاملٌ مساعد لكِ في مستقبلك، فلا تضيعي هكذا فرصة والتي قد ل تتوفر عند غيرك من أقرانك، لكنه لا يغني عن سعيكِ الشخصي. ٢- بالجد والمثابرة، يستطيع الإنسان أن يحقق إنجازات عظيمة في وقت قياسي، وهناك الكثير من القصص الواقعية حول ذلك. ٣- الالتزام بالصلاة والدعاء هو بمثابة قرعٍ لباب الله تعالى، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «أكثروا من الدعاء، فإنّه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا يُنال ما عند الله إلا بالدعاء، وليس باب يُكثر قرعه إلا يُوشك أن يُفتح لصاحبه». (ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج ٢، ص ٨٧٣). كما أن الصلاة هي مفتاح لقبول الأعمال كلها، وقد ورد في ذلك روايات كثيرة، فهي عمود الدين، وأعظم وسائل القرب من الله تعالى. وفّقكِ الله لما هو خير