طلب الطلاق بسبب عدم المعاشرة الزوجية وعدم الاستجابة للعلاج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الأسرة اختنا الكريمة، يجب أن تأمريه بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليكِ ان تبيني له حقوقكِ عليه وأن تطالبيه بها، فإن لكِ حقوقاً عليه كما ان له حقوقا عليكِ، فعليكِ ان تنبهينه على ذلك وإن تنهينه عن المنكر مادام عنده شيء من الإيمان والإلتزام الديني. ومن المؤكد انكِ إن صبرتِ على سوء خلقه معكِ فإنكِ تؤجرين على ذلك ويعطيكِ الله اجر الصابرين ولكن الافضل من الصبر هو السعي لعدم وقوع ذلك الرجل في المعصية واعادته الى الطريق المستقيم. ثم ان عليكِ أن تقفي على الاسباب الواقعية التي تجعل زوجكِ يهجركِ في الفراش ويذهب لاشباع غريزته بمشاهدة الاباحيات فان من المؤكد ان هناك اسباباً لذلك فعليكِ أن تقفي عند تلك الاسباب وتعالجيها. اختنا الكريمة، ربما يكون زوجكِ غافلاً عن مراعاته لهذا الجانب او غير ملتفت لرغباتكِ او جاهلاً بها فعليكِ ان تلفتي انتباهه وتساعديه على تلبية رغباتكِ واحتياجاتكِ. وربما يمنعه من ذلك مانع نفسي ربما بسبب سوء العلاقة فيما بينكما وعدم شعوره بالانجذاب نحوكِ وهذا امر يحتاج منكِ الى التوقف عنده ومعالجته بشكل تام ، فان سر الحياة السعيدة بين الزوجين يكمن في الشعور الجميل الذي يحمله كل واحد منها تجاه صاحبه وهذا الشعور يتولد من خصائص ومميزات يحملها الزوجان تلك الخصائص والمميزات التي تجعل من سلوك كل منهما تجاه الاخر سلوكاً يعبر عن الحب والاحترام والرغبة في ارضاء الطرف الثاني ،وان كان هناك اي سببٍ يمنع زوجكِ من الاهتمام بهذا الجانب فعليكِ ازالته حتى تحصلي على النتيجة التي تريدين ، حاولي ان تسمعيه ما يحب وان لا تفعلي مايكره وان تشعريه بالمحبة وان تتعاملي معه بشكل يجعله يشتاق اليكِ ويرغب بكِ ، ومن المؤكد ان هذا لايكون قبل ساعة من لقاءكِ به بل لا بد ان تكون علاقتكِ به على الدوام بهذا النحو؛ روي عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) ( إن من القسم المصلح للمرء المسلم أن يكون له المرأة إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها حفظته وإذا أمرها أطاعته.) فالذي يصلح من حال الزوج مع زوجته ويرسم طبيعة العلاقة بينهما هو خطوات الزوجة وطبيعة سلوكها مع زوجها فاذا نظر اليها سرته واذا غاب عنها حفظته واذا امرها اطاعته. وروي عن امامنا الصادق (عليه السلام) انه قال ( لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه. وروي عن مولانا امير المؤمنين علي عليه السلام انه قال ( جهاد المرأة حسن التبعل ). والمراد من حُسن التبعُّل هو التودُّد للزوج، ومطايبتُه في الحديث، والتزيُّن له، والمعاشرةُ له بأحسنِ ما تكون عليه المعاشرة، وأداءُ حقوقِه تامَّة غيرُ منقوصة، وأنْ لا تُكلِّفه ما لا يُطيق بل تُعينه على نوائبِ الدهر. ملاحظة مهمة: ان المرأة التي يسيء الزوج معاملتها ويؤذيها يجوز لها ان ترفع امرها الى الحاكم الشرعي ليستدعيه ويطالبه بمعاشرتها بالمعروف او تسريحها بالطلاق فان رفض كلا الامرين ولم يمكن الزامه جاز للحاكم الشرعي ان يطلقها استجابة لطلبها ولها ان تراجع في ذلك مكتب سماحة السيد السيستاني دام ظله في النجف الاشرف او معتمد مكتبه في منطقتها. اصلح الله حالكما و رزقكما السعادة وكل مؤمن ومؤمنة. دمتم في رعاية الله وحفظه.