logo-img
السیاسات و الشروط
حسين ( 20 سنة ) - العراق
منذ شهرين

أسباب سقوط بغداد بيد المغول

السلام عليكم ورحمة الله من ادخل المغول الى بغداد، كيف دخلو؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، قال العلامة الشيخ علي الكوراني في كتابه كيف رد الشيعة غزو المغول،ص46 الى 50: (وصلت الخلافة العباسية قبيل الغزو المغولي إلى غاية ضعفها وانحطاطها، بسبب استغراق الخليفة وبطانته وسلاطينه في اللهو والترف وجمع المال! وكان خطر المغول ماثلاً أمامهم، لكن المسستعصم بالله كان مستعصماً في لهوه وخمره ونسائه، حتى بعد أن وصل الزحف المغولي إلى قصره! وقد شهد بذلك معاصره المؤرخ ابن الطقطقي فقال في الآداب السلطانية/27: « وكان المستعصم آخر الخلفاء شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الأغاني، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم واللذات، لا يراعون له صلاحاً! وفي بعض الأمثال: الحائن لا يسمع صياحاً! (الحائن: الذي حان هلاكه بحمقه) وكتبت له الرقاع من العوام، وفيها أنواع التحذير، وألقيت فيها الأشعار في أبواب دار الخلافة كل ذلك وهو عاكفٌ على سماع الأغاني، واستماع المثالث والمثاني، وملكه قد أصبح واهي المباني! ومما اشتهر عنه أنه كتب إلى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يطلب منه جماعة من ذوي الطرب، وفي تلك الحال وصل رسول السلطان هولاكو إليه يطلب منه منجنيقات وآلات الحصار! فقال بدر الدين: أنظروا إلى المطلوبَيْن، وابكوا على الإسلام وأهله! وبلغني أن الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي كان في أواخر الدولة المستعصمية ينشد دائماً: كيف يُرجى الصلاح في أمر قومٍ * ضيَّعوا الحزمَ فيه أيَّ ضياعِ فمطاعُ المقال غيرُ سديد * وسديدُ المقال غير مطاعِ » . انتهى . قال الذهبي في تاريخه: 48/ 259: « كان (المستعصم) متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن على ما كان عليه أبوه وجده الناصر من التيقظ والحزم وعلو الهمة! وكان له أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشهامة والشجاعة، وكان يقول: إن ملكني الله لأعبرنَّ بالجيوش نهر جيحون، وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم! فلما توفي المستنصر لم يَرَ الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر، وخافوا منه! وآثروا المستعصم لما يعلمون من لينه وانقياده وضعف رأيه، ليكون الأمر إليهم ، فأقاموا المستعصم». انتهى . وقال ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 226: « وفي سنة أربعين وست مائة بويع المستعصم يوم مات أبوه المستنصر، وكان صاحب لهو وقصف وشغف بلعب الطيور واستولت عليه النساء، وكان ضعيف الرأي قليل العزم كثير الغفلة عما يجب لتدبير الدول. وكان إذا نُبِّهَ على ما ينبغي أن يفعله في أمر التاتار، إما المداراة والدخول في طاعتهم وتوخي مرضاتهم، أو تجييش العساكر وملتقاهم بتخوم خراسان قبل تمكنهم واستيلائهم على العراق، فكان يقول: أنا بغداد تكفيني، ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد! ولا يهجمون عليَّ وأنا بها ، وهي بيتي ودار مقامي! فهذه الخيالات الفاسدة وأمثالها عدلت به عن الصواب، فأصيب بمكاره لم تخطر بباله». انتهى . أقول: هذه هي شخصية الخليفة، وهذه هي بطانته التي جاءت به، ثم أدارت أموره! فهل ترى فرقاً بين منطقهم ومنطق مدمني الخمر والمخدرات؟! فاعجب للذين يريدون تبرئة هؤلاء السكارى الخوَّارين، ويلقون بجريمتهم على شيعي تقي نزيه، لا يسكر ولا يسرق، هو محمد بن العلقمي (رحمه الله). فأين كان ابن العلقمي عندما كانت مقدرات الخلافة بيد (الدويدار والشرابي والكبار) على حد تعبير الذهبي، وعندما فرضوا مستعصمهم الخمار سنة 640، قبل سقوط بغداد بخمس عشرة سنة؟! قال في النجوم الزاهرة: 6 / 345: « وخطب له يومئذ بالجامع حتى أقبل شرف الدين إقبال الشرابي ومعه جمع من الخدام، وسلم على ولده المستعصم بالله أمير المؤمنين ، واستدعاه إلى سدة الخلافة، ثم عرَّف الوزير وأستاذ الدار، ثم طلبوا الناس وبايعوه بالخلافة، وتم أمره ». وقد تسأل: فكيف استوزروا ابن العلقمي؟ والجواب: أنهم كانوا محتاجين إلى رئيس وزراء إداري كفوء مخلص، وكان ابن العلقمي معروفاً بذلك. أجمعت المصادر على أن المستعصم وأباه المستنصر وبطانتهما، خاصة الشرابي والدويدار قائد الجيش، أصدروا مرسوماً بتسريح جيش الخلافة، وكان عدده مئة ألف، رغم أنهم يعرفون خطر المغول على البلاد والعاصمة! قال أبو الفداء في تاريخه:804: « ولما مات المستنصر اتفقت آراء أرباب الدولة مثل الدوادار والشرابي على تقليد الخلافة ولده عبد الله ولقبوه المستعصم بالله، وهو سابع ثلاثينهم وآخرهم، وكنيته أبو أحمد بن المستنصر بالله منصور، وكان عبد الله المستعصم ضعيف الرأي فاستبد كبراء دولته بالأمر، وحسنوا له قطع الأجناد، وجمع المال ومداراة التتر، ففعل ذلك وقطع أكثر العساكر». وقال القلقشندي في مآثر الإنافة: 2 / 89: « وكان عسكر بغداد قبل ولاية المستعصم مائة ألف فارس، فقطعهم المستعصم، ليحمل إلى التتر متحصل إقطاعاتهم! فصار عسكرها دون عشرين ألف فارس». انتهى . أقول: وقد اعترض الجند وثاروا على قرار حل الجيش، فقمعهم الخليفة بعنف وقتل منهم! وذلك قبل أن يجئ المستعصم وابن العلقمي! (النجوم الزاهرة: 6 / 345). فكيف نصدق المتعصبين الذين حمَّلوا مسؤولية حل الجيش لابن العلقمي؟! والصحيح أنه (رحمه الله) حاول إعادة تشكيل الجيش فعارضوه! وقد شهد بذلك الذهبي وغيره، واعترفوا بأن الخليفة لم يكن يسمع لابن العلقمي رأياً! فقد قال في تاريخه: 48 / 290، عن ابن العلقمي (رحمه الله): « كان وزيراً كافياً، قادراً على النظم خبيراً بتدبير الملك، ولم يزل ناصحاً لمخدومه حتى وقع بينه وبين حاشية الخليفة وخواصه منازعة فيما يتعلق بالأموال والاستبداد بالأمر دونه، وقويت المنافسة بينه وبين الدويدار الكبير، وضعف جانبه حتى قال عن نفسه: وزيرٌ رضي من بأسه وانتقامه * بِطَيِّ رُقاعٍ حشوُها النظمُ والنثرُ. كما تسجع الورقاءُ وهي حمامةٌ * وليس لها نهيٌ يطاعُ ولا أمرُ » . انتهى). ودمتم في رعاية الله وحفظه.